ممثلية حقوق الإنسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ممثلية حقوق الإنسان

- الإرهاب هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة . 2- الإرهاب يكمن في تخويف الناس بمساعدة أعمال العنف . 3- الإرهاب هو الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة . 4- الإرهاب عمل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
تعريف بالممثليه: ممثلية سورية لحقوق الإنسان هيئة حقوقية إنسانية مستقلة ومحايدة، تعنى أساساً بالدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان السوري من خلال وسائل عديدة تتضمن: 1- كشف الانتهاكات والتعديات على حقوق الإنسان السوري والحريات الأساسية في سورية، ونشرها في وسائل الإعلام، ومخاطبة من يهمه الأمر، ومتابعتها لدى الجهات ذات الصلة. 2- إجراء الأبحاث ونشر الكتب والدراسات المتعلقة بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان في سورية، على أسس البحث العلمي والتحقق الميداني. 3- إصدار التقارير بأنواعها والقيام بالحملات الإنسانية وعقد الندوات والمقابلات للتعريف بقضايا حقوق وواجبات الإنسان في سورية. 4- نشر الوعي وثقافة حقوق الإنسان والحريات العامة في المجتمع السوري، وتشجيعهم على المطالبة بحقوقهم الإنسانية والحريات العامة حتى تحصل التغييرات التي تكفل هذه الحقوق بالوسائل السلمية وطبقا للدستور السوري . 5- تلتزم اللجنة السورية لحقوق الإنسان بمبدأ التعاون مع الهيئات والمنظمات والمراكز والجمعيات غير الحكومية، المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان، مع الاحتفاظ بالاستقلالية الكاملة في عمل اللجنة. 6- توثيق وارشفة الاعتداآت الارهابية التي تحصل على الارض السورية . 7- كشف الجهات المزيفة التي تتلطى بستار لجان او منظمات حقوق الانسان. و نظراً للمهام الكبيرة الملقاة على عاتق ممثلية حقوق و واجبات الإنسان، ونظراً لتطلعات المنظمات الحقوقية المهتمة بحريات الإنسان الإقليمية والدولية، وكذا آمال المواطن السوري في هذه ممثلية .. فإن هذه الأخيرة بحاجة الى الانخراط وبالسرعة المطلوبة في العمل المؤسس والقائم على نهج وخطة واضحين. لا يمكن أن تتحقق الأهداف من تشكيل ممثلية للحقوق و الواجبات ، والتي ذكرت في مؤتمر تأسيسها، ما لم تكن هنالك خطة استراتيجية وأهداف واضحة وواقعية يمكن تحقيقها. تأكيد الممثلية الوطنية لحقوق و واجبات الإنسان، على ضرورة وضع خطة وطنية للحقوق و للواجبات يتم من خلالها رسم الملامح المستقبلية، وكان لافتاً ومهماً، خاصة وأنه وضع الأسس لأولويات المرحلة المقبلة كنشر ثقافة حقوق و واجبات الإنسان والتعريف بها بصفتها الضامن الأول لتمكين المواطنين من تحصيل والدفاع عن حقوقهم والتعرف على لواجباتهم. ونظراً لضرورة إثراء الرأي العام السوري وإشراكه في التفكير والتنظير لعمل الممثلية حقوق و واجبات ، والتزاماً بمبدأ الشفافية بقدر الإمكان، رأينا أن نفكر بصوت مسموع بشأن وضع تصور أولي لاستراتيجية وطنية لحقوق و واجبات الإنسان، يمكن العمل عليها من أجل إنجازها. إن ما نقترحه هنا مجرد أفكار للبناء عليها والحوار حولها نظراً للحاجة الى تلك الخطة والى الحاجة الى آراء أصحاب الرأي و الاهتمام بالشأن الحقوقي ، وتداول النقاش معهم علناً بشأنها
ممثلية حقوق الانسان
هل انت مهتم بالإعلام ---------------- هل تود ان تكون اعلاميا لامعا
مواقعنا
المواضيع الأخيرة
» شهداء الجيش العربي السوري
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء مايو 01, 2012 11:11 am من طرف علي اسمندر

» الشهداء المدنيين اللذين قضوا في العمليات الارهابية في سورية
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء مايو 01, 2012 10:58 am من طرف علي اسمندر

» هل انت اعلامي
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الأحد فبراير 05, 2012 9:59 pm من طرف tajamo3

» الحرب القذرة
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الخميس نوفمبر 17, 2011 10:02 pm من طرف tajamo3

» هل الحب جريمة
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 4:57 am من طرف زائر

» مستقبل جماعة الإخوان المسلمين
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1السبت نوفمبر 05, 2011 9:23 pm من طرف علي اسمندر

» سكن سوريا واكل فيها وشرب مائها ورمى حجرة بالماء قذر من العراق اسمه جواد البشيتي
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 04, 2011 5:14 pm من طرف ميثّاق

» الانسحاب الأمريكي .. ولعبة الأقاليم -هم أسباب تفوق معسكر معاوية على جيش الإمام علي (ع )، هي الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرارات،
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الجمعة نوفمبر 04, 2011 4:51 pm من طرف ميثّاق

» اتوبور العمل اللاعنفي
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 8:34 pm من طرف علي اسمندر

» أوتبور مالها وما عليها في استنهاض الشعوب العربية
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 7:53 pm من طرف علي اسمندر

» أوتبور منظمة لعبت بالشعوب العربية لكن ابى السوريين الا ان يكونوا اكثر قوة من كل قوى العالم
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 7:35 pm من طرف علي اسمندر

» دور الفكر الإبداعي في بناء وتحسين أداء المنظمات المعاصرة
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 6:40 pm من طرف علي اسمندر

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 28 بتاريخ السبت يناير 27, 2024 12:42 am
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميثّاق
Admin
ميثّاق


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 14/09/2011

كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟   كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 21, 2011 7:02 pm

كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟
1 – المواد المستعملة في كتابة الكتاب المقدّس
2 - أشكال الكتب القديمة
3 - أنواع الكتابة
4 - أقسام الكتاب المقدس
يتساءل الكثيرون عن خلفية الكتاب المقدس وأقسامه والمواد التي استُعملت في إنتاجه. ونقدّم للقارئ هنا بعض المعلومات التي تساعد على فهم ذلك، ليزيد تقديره لكلمة اللّه.
أولاً - المواد المستعملة في كتابة الكتاب المقدس :
1 - مواد الكتابة :
(أ) ورق البردي - لـم نستطع الحصول على كل المخطوطات القديمة من الكتاب المقدس، لأنها كانت مكتوبة على مواد تَبلى، معظمها من ورق البردي المصنوع من نباتات البردي التي كانت تنمو في المياه المصرية الضحلة. وكانت السفن الكبيرة المحملة بالبردي تصل إلى ميناء بيبلوس الفينيقي، ومنها جاءت الكلمة اليونانية "بيبلوس" بمعنى "كتب" كما أن الكلمة الإنكليزية “paper” التي تعني "ورق" تجيء من الكلمة اليونانية التي تعني "البردي".
أما طريقة صنع ورق البردي فكانت بقَطْع شرائح طويلة رفيعة من نبات البردي، ودقّها ثم لصق طبقتين منها على بعضهما، طبقة بالطول والأخرى مستعرضة عليها، وتوضع في الشمس لتجف، ثم ينعّمون سطحها بحجر أو بغير ذلك من المواد. وكان ورق البردي من سماكات مختلفة، بعضها رقيق جداً. وترجع أقدم أنواع ورق البردي الموجودة الآن إلى سنة 2400 ق.م. ولا يمكن لمخطوطات الكتاب المقدس المصنوعة من ورق البردي أن تعمّر طويلاً، إلا إذا كانت محفوظة في أماكن جافة، كصحاري مصر، أو كهوف وادي قمران حيث اكتُشفت مخطوطات البحر الميت. وقد استمر ورق البردي في الاستعمال حتى القرن الثالث بعد الميلاد.
(ب) الرقوق - وهي من جلود الماعز والأغنام والغزلان والحيوانات الأخرى، بعد نزع الشعر عنها ومسحها لتصير صالحة للكتابة عليها. ويشتق اسم "الرقوق" في اللاتينية من مدينة "برغامس" في آسيا الصغرى، التي اشتهرت بعمل الرقوق.
(ج) الرق - وهو اسم جلد العجل الذي كانوا يصبغونه باللون الأرجواني ويُكتب عليه باللون الفضي أو الذهبي. وتوجد اليوم مخطوطات قديمة منه ترجع إلى عام 1500 ق.م.
(د) وهناك مواد أخرى للكتابة مثل الفخار الذي كثر وجوده في مصر وفلسطين. وقد تُرجمت الكلمة في الكتاب المقدس "شقفة" (أيوب 8:2). كما كانوا يكتبون على الأحجار بقلم من حديد. كما كانوا يكتبون على اللوحات الطينية بأدوات حادة، ثم يجفّفونها لتظل سجلاً باقياً (إرميا 13:17 وحزقيال 1:4). وكانت هذه أرخص وسيلة، وأبقاها على الزمن. كما كانوا يكتبون بقلم معدني على ألواح خشبية مغطاة بالشمع.
2 - أدوات الكتابة (أ) قلم من حديد للحفر على الحجر.
(ب) قلم معدني مثلث الجوانب مسطح الرأس للكتابة على لوحات الطين أو الشمع.
(ج) القلم المصنوع من الغاب وطوله من ست إلى ست عشرة بوصة، له سنّ كالإزميل. وقد استعمله أهل ما بين النهرين. أما اليونانيون فقد استخدموا الريشة في القرن الثالث ق.م. (إرميا 8:8).
(د) الحبر وكان يُصنع من الفحم والصمغ والماء.-
ثانياً - أشكال الكتب القديمة :
(أ) الدَّرج الذي يصنعونه من لصق صفحات من ورق البردي ببعضها ثم يطوونها على خشبة أو عصا. وكانوا يكتبون على جانب واحد من الورق. وكانوا أحيانا يكتبون على جانبي الورق (رؤيا 1:5). وكانت الأطوال تختلف. فقد وُجد دَرْج طوله 144 قدماً. ولكن متوسط الطول كان من 20-35 قدماً. وقد قال كاليماخوس أمين مكتبة الإسكندرية "إن الكتاب الكبير مجلبة للتعب".
(ب) الكتاب - لتسهيل القراءة كانوا يضعون أوراق البردي على بعضها ويكتبون عليها من الجهتين. وقد قال جرينلي إن المسيحية كانت الدافع الأساسي لتطوير شكل الكتاب إلى الشكل الذي نراه اليوم. وقد ظل المؤلفون يكتبون على "الدرج" حتى القرن الثالث الميلادي.-
ثالثاً - أنواع الكتابة :
(أ) الكتابة المنفصلة وفيها تُكتب الحروف الكبيرة منفصلة عن بعضها. ومخطوطتا الكتاب المقدس المعروفتان بالفاتيكانية والسينائية، من هذا النوع.
(ب) الكتابة المشَبَّكة التي تكتب فيها الحروف الصغيرة مترابطة. وقد بدأ استعمال الحروف المشَبَّكة في القرن التاسع الميلادي.
وقد كُتبت المخطوطات العبرية واليونانية بدون فواصل بين الكلمات، كما أن التشكيل في العبرية بدأ في القرن التاسع الميلادي. ولـم يخلق هذا صعوبة بالنسبة للكتابة اليونانية، لأنها تنتهي عادة بحروف خاصة معروفة "بالدِفْثُنْج". كما أن الناس كانوا معتادين على قراءة هذا النوع من الكتابة، وكانوا يقرأونه عادة بصوت عال حتى لو كانوا منفردين !-
رابعاً - أقسام الكتاب المقدس :
(أ) الأسفار - (أنظر الفصل الثالث).
(ب) الأصحاحات - جرى أول تقسيم للأسفار الخمسة الأولى عام 586 ق.م.، إذ قُسِّمت إلى 154 جزءا لتسهيل قراءتها مرة كل ثلاثة سنوات. وبعد ذلك بخمسين سنة قُسمت إلى 54 قسما، كل قسم منها قُسم إلى 669 جزءاً لتسهيل الرجوع إلى الآيات. أما اليونانيون فقد قسّموا الكتاب المقدس إلى أجزاء عام 250م. وكانت أول محاولة لتقسيم الأسفار إلى أصحاحات عام 350م. على هامش النسخة الفاتيكانية ولـم تتغير هذه الأقسام حتى القرن الثالث عشر، عندما قسَّم الأسفار إلى أصحاحاتها المعروفة حاليا ستيفن لانجتن الأستاذ بجامعة باريس الذي أصبح فيما بعد رئيس أساقفة كنتربري.
(ج) الأعداد - أول تقسيم مقبول في العالـم كله حدث عام 900م. تقريباً. وكانت الترجمة اللاتينية المعروفة بالفولجاتا أول مخطوطة يتم فيها التقسيم إلى أصحاحات وإلى أعداد في العهدين القديم والجديد
------------------------
الأسفار القانونية
1 - مقياس قانونية السفر
2 - قانونية العهد القديم
3 - أسفار غير قانونية بالعهد القديم
4 - قانونية أسفار العهد الجديد
الأسفار القانونية هي الكتب التي نستقي منها قوانين إيماننا (على حد تعريف القديس أوريجانوس) وهي الأسفار التي قبِلتها الكنيسة كالكتب الموحى بها من اللّه. وقانونية الأسفار لـم تقررها الكنيسة ولكنها قبلتها واعترفت بها، لأن اللّه هو الذي أوحى بها وأعطاها.
أولاً - مقياس قانونية السفر : كانت هناك خمسة مقاييس لتقرير قبول أي سفر، وهي :
1 - هل بالسفر سلطان ؟ هل جاء من اللّه وهل حوى عبارة "هكذا قال الرب" ؟
2 - هل السفر نبوي، كتبه أحد رجال اللّه ؟
3 - هل السفر موثوق به ؟ (وقد قال الآباء: "لو خامرك الشك في سفر فالقه جانباً".
4 - هل السفر قوي ؟ هل فيه قوة إلهية قادرة على تغيير الحياة ؟
5 - هل قبِل رجال اللّه السفر وجمعوه وقرأوه واستعملوه ؟ مثلاً: اعترف بطرس بكتابات الرسول بولس باعتبارها مساوية لكتابات العهد القديم (2بطرس 15:3و16).-
ثانياً - قانونية العهد القديم :
(1) انتهى نظام تقديم الذبائح اليهودية بتدمير الهيكل عام 70م وتشتت اليهود. فأصبحوا في حاجة إلى تحديد الأسفار الموحى بها من اللّه، لكثرة الكتب التي كانت بين أيديهم، وهكذا صار اليهود أهل الكتاب الواحد الذي يجمعهم جميعا.
وبدأت المسيحية تزدهر وتنتشر، فانتشرت معها كتابات مسيحية مختلفة أراد اليهود أن يستبعدوها من القراءة في مجامعهم. ولذلك قسم اليهود كتبهم إلى الأقسام التالية :

الشريعة (التوراة) الكتب (الكتوبيم)
1 - التكوين (أ) الكتابات الشعرية
2 - الخروج 1 - المزامير
3 - اللاويين 2 - الأمثال
4 - العدد 3 - أيوب
5- التثنية
الأنبياء (النبيئيم) (ب) المخطوطات الخمس
(أ) الأنبياء الأوّلون 1 - نشيد الأنشاد
1 - يشوع 2 - راعوث
2 - قضاة 3 - المراثي
3 - صموئيل 4 - أستير
4 - الملوك 5 - الجامعة
(ب) الأنبياء المتأخّرون
1 - إشعياء (ج) الكتب التاريخية
2 - إرميا 1 - دانيال
3 - حزقيال 2 - عزرا - نحميا
4 - الإثنا عشر 3 - أخبار الأيام
ومع أن هذه الأسفار هي بعينها التي لدى المسيحيين، إلا أن عدد الأسفار يختلف، فقد قسموا كلاًّ من> صموئيل والملوك وأخبار الأيام< إلى قسمين.
كما أن اليهود يعتبرون الأنبياء الصغار سفراً واحداً. وترتيب الأسفار يختلف، فإن المسيحيين يقسمون الأسفار تقسيما موضوعيا.
(2) المسيح يشهد لقانونية أسفار العهد القديم :
تحدث المسيح مع تلاميذه في العُلّية أنه "لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (لوقا 44:24). وفي هذا نرى الأقسام الرئيسية الثلاثة للعهد القديم: الناموس والأنبياء والكتب (التي يدعوها هنا "المزامير" لأنه السفر الأول والأطول فيها).
وفي يوحنا 21:10-36 ولوقا 44:24 اعترض المسيح على تقاليد الفريسيين الشفوية (راجع مرقس 7 ومتى 15)، ولـم يعترض مطلقا على الأسفار القانونية.
وفي لوقا 51:11 (وأيضا متى 35:23) "من دم هابيل إلى دم زكريا" وهنا يشهد المسيح بقانونية جميع أسفار العهد القديم، فهابيل هو الشهيد الأول (تكوين 8:4)
وزكريا آخر شهيد رُجم وهو يشهد في الهيكل (2أخبار أيام 21:24).
وفي أسفار اليهود نجد أن سفر التكوين هو السفر الأول، وأخبار الأيام هو السفر الأخير. وكأنه يقول: "من التكوين إلى ملاخي" ]بالنسبة لترتيب أسفار العهد القديم كما هي بين أيدينا الآن.
(3) أقدم شهادة عن أقسام العهد القديم الثلاثة نجدها من عام 130 ق.م. في مقدمة لسفر حكمة يشوع بن سيراخ، حيث يقول الكتاب: "الناموس والأنبياء وكتب الآباء الأخرى".وكتب المؤرخ يوسيفوس في نهاية القرن الأول المسيحي: "منذ أرتحشستا إلى وقتنا تسجل كل شيء، ولكن هذه السجلات لـم تَحْظَ بالثقة التي حظيت بها السجلات القديمة، لأن سلسلة الأنبياء توقفت. ولكن الإيمان الذي وضعناه في كتاباتنا يتَّضح من سلوكنا، فإنه بالرغم من مرور الوقت الطويل، لـم يجرؤ أحد أن يضيف عليها شيئاً أو أن يحذف منها شيئاً أو يغيّر منها شيئاً".
ويقول يوسيفوس: "من وقت أرتحشستا" يشير إلى وقت كتابة السفر الأخير، الذي هو ملاخي، لأنه رغم أن اليهود يضعون سفر أخبار الأيام في الآخر، إلا أن آخر ما كُتب من الأسفار هو سِفْر ملاخي.
وقد جاءت الفكرة نفسها في التلمود، فيقول: "إن الأناجيل وسائر كتابات الهراطقة لا تنجّس الأيدي.
إن كتب ابن سيراخ وكل ما تلاها من كتابات ليست قانونية". وجاء به أيضا: "حتى هذه النقطة (زمن الاسكندر الأكبر) تنبأ الأنبياء بالروح القدس.
ومن هذا الوقت فصاعداً أمِل أذنك واصْغَ إلى أقوال الحكماء".
ويقول التلمود البابلي: "بعد كتابات الأنبياء الأخيرين حجي وزكريا وملاخي، فارَقَ الروحُ القدس إسرائيل".
وقد سجل مليتو أسقف ساردس أقدم سجل لأسفار العهد القديم القانونية، يرجع تاريخه إلى عام 170م،يقول إنه حصل على هذه الوثيقة الأكيدة في أثناء زيارته لسوريا. وقد كتب هذه الأسماء في رسالة بعث بها إلى صديقه أنسيميوس يقول:
"أسماء الأسفار هي .. كتب موسى الخمسة:
التكوين - الخروج - اللاويين - العدد - التثنية - يشوع بن نون - القضاة - راعوث. أربعة كتب للمملكة - اثنان لأخبار الأيام - مزامير داوود _ أمثال سليمان (تُسمَّى أيضاً الحكمة) - الجامعة - نشيد الأنشاد - أيوب. ومن الأنبياء: إشعياء - ارميا - الاثنا عشر في كتاب واحد - دانيال - حزقيال - عزرا".
ونلاحظ أن مليتو أدمج المراثي مع ارميا، ونحميا مع عزرا (رغم غرابة وضعه سفر عزرا مع الأنبياء). وهو يورد كل أسماء أسفار العهد القديم القانونية مرتَّبة بالنظام الذي جاءت به في الترجمة السبعينية، ما عدا سفر استير، ولعله لـم يكن موجوداً في الجدول الذي أخذه عن الأشخاص الذين جمع منهم مليتو معلوماته في سوريا.
أما الأقسام الثلاثة الرئيسية للنص اليهودي، فهي مأخوذة من "المِــشْــنَــا".
ويشهد العهد الجديد لقانونية أسفار العهد القديم شهادة شاملة. راجع:
متى 42:21، 29:22، 54:26 و 56
لوقا 24
يوحنا 39:5 ، 35:10
أعمال الرسل 2:17 و 11، 28:18
رومية 2:1، 3:4، 17:9، 11:10، 2:11، 4:15، 26:16
1 كورنثوس 3:15 و 4
غلاطية 8:3، 22:3، 30:4
1 تيموثاوس 18:5
2 تيموثاوس 16:3
2 بطرس 20:1 و 21، 16:3
"كما قال الكتاب" (يوحنا 38:7) بدون تحديد فلا بد أنها إشارة إلى وحدة جميع أسفار الكتاب المقدس.
مؤتمر "جامنيا" Jamnia : لقد اجتمع بعض القادة وقرروا أي الكتب نافعة لهم، ثم دفعوا أتباعهم إلى قبولها". ولكن هذا أبعد ما يكون عن الصواب ! فقد جرت مناقشات بين علماء الدين اليهود بعد سقوط أورشليم عام 70 م.
قام أحد العلماء من مدرسة هليل، من طائفة الفريسيين، اسمه يوحانان بن زكاي، وحصل على تصريح من الرومان بإعادة تشكيل (السنهدريم )على أساس روحي في جامنيا (تقع بين يافا وأشدود)
وقد وصلتنا بعض المناقشات التي جرت في جامنيا، من ضمنها مناقشة حول قانونية أسفار:
الأمثال والجامعة ونشيد الأنشاد وأستير، على أساس أن سفر أستير مثلاً لـم يرد فيه ذكر اسم اللّه، والجامعة يصعب أن يقبل أفكاره بعض المحافظين. ولكن مناقشات جامنيا انتهت
بالاعتراف بالأسفار التي عندنا على أنها الكتب المقدسة" قد يقول قائل: "بالطبع قصة قانونية معروفة )
ثالثاً - أسفار غير قانونية بالعهد القديم:
(1) الأسفار غير القانونية، المعروفة( بالأبوكريفا)، كانت من تسمية القديـس
ايرونيموس في القرن الرابع المسيحي، فهو أول من أطلق اسم الأبوكريفا على هذه الكتابات، ومعناها "الكتب المخبأة". أما أسباب رفض هذه الكتابات فهي:
1 - بها الكثير من الأخطاء التاريخية والجغرافية.
2 - تعلّم عقائد خاطئة وتركز على ممارسات تخالف الأسفار المقدسة الموحى بها.
3 - تلجأ إلى أساليب أدبية. وتعرض محتوياتها المصطنعة بأسلوب يختلف تماما عن الأسفار المقدسة الموحى بها.
4 - تنقصها المميزات التي تنفرد بها الأسفار الصادقة، كالنبوَّات والأحاسيس الدينية.
وهاك ملخصاً لكل سفر من هذه الأسفار غير القانونية:
"أسدراس (عزرا) الأول" :
(نحو 150 ق.م.) يحكي عن رجوع اليهود إلى فلسطين بعد السبي البابلي، ويستمد الكاتب معلوماته من سفري الأخبار وعزرا ونحميا مع إضافة بعض الأساطير.
أهم ما به قصة الحراس الثلاثة الذين كانوا يتجادلون عن أقوى ما في العالـم، فقال أحدهم "الخمر" وآخر "الملك" وثالث "المرأة والحق"
ووضعوا هذه الإجابات الثلاث تحت وسادة الملك. فلما وجدها، دعاهم ليدافعوا عن وجهات نظرهم، ووصل الجميع إلى أن الحق هو الأقوى.
ولما كان زربابل هو صاحب الإجابة الصائبة، فقد منحه الملك تصريحاً بإعادة بناء الهيكل في أورشليم، كمكافأة له.
"أسدراس (عزرا) الثاني"
(نحو 100 ق.م.) وهو كتاب رؤى يحوي سبع رؤى. وقد تضايق مارتن لوثر من لخبطة هذه الرؤى حتى قال إنها يجب أن تُلقى في البحر !
"سفر طوبيا" :
( مطلع القرن الثاني ق.م.) - رواية قصيرة، فريسية في نبراتها، تركّز على الشريعة والأطعمة الطاهرة والتطهير الطقوسي والإحسان والصوم والصلاة. وتقول إن العطاء والإحسان يكفّران عن الخطية. وهذا أكبر دليل على زيفها.
"سفر يهوديت" :
(نحو منتصف القرن الثاني ق.م.) قصة فريسية خيالية بطلتها أرملة يهودية جميلة اسمها يهوديت. عندما حُوصرت مدينتها، أخذت خادمتها ومعها طعام يهودي طاهر، وذهبت إلى خيمة القائد المهاجم، فراعه جمالها وأعطاها مكاناً في خيمته. وعندما سكر، قطعت رأسه بسيفه، وغادرت المعسكر مع خادمتها ومعها الرأس في سلة، فعلّقوه على سور مدينة قريبة، وهكذا انهزم الجيش الأشوري الذي أعوزته القيادة.
"إضافات سفر أستير" :
(نحو 100 ق.م.) "أستير" هو السفر الوحيد الذي لـم يرد فيه اسم اللّه. ويقول إن أستير ومردخاي صاما، لكنه لـم يذكر أنهما صلّيا. ولتعويض هذا النقص زيدت صلاة طويلة نُسبت إلى الاثنين، كما زيدت رسالتان منسوبتان للملك.
"حكمة سليمان" :
(نحو 40م) كُتب ليحفظ اليهود من الوقوع في الشك والمادية والوثنية. وهو يتحدث عن الحكمة باعتبارها شخصاً (كمَا في سفر الأمثال). وفي السفر أفكار كثيرة نبيلة.
"حكمة ابن سيراخ" :
(نحو 180 ق.م.) يبلغ مرتبة عالية من الحكمـة الدينيـة، شـــبيهة بعـــض الشيء بسفر الأمثال، ويحوي نصائح عملية، فيقول مثلاً عن الخطاب الذي يُلقَى بعد العشاء:
"تحدَّث باختصار، فإن ما قل دل. تصرف كإنسان يعرف أكثر مما يقول" ويقول: استعدّ فيما ستقوله، فيصغي إليك الناس".
وقد اقتبس جون وسلي كثيراً من السفر، كما أنه يُستعمَل كثيراً في الدوائر الانجليكانية.
"سفر باروخ" :
(نحو 100 م) يقدمون السفر على أن كاتبه باروخ كاتب النبي إرميا عام 582 ق.م.، ولكنه حاول فيه - - تفسير خراب أورشليم الذي جرى عام 70 م، وهو يحض اليهود على عدم الثورة وعلى الخضوع للإمبراطور.
ولكن رغم هذه الوصية، قام باركوخبا بثورته على الحكم الروماني عام 132 - 135 م. ويحوي الأصحاح السادس من السفر ما يُسمَّى "رسالة من إرميا" يحذر فيها بقوة من الوثنية، وهو خطاب موجَّه إلى يهود الإسكندرية.
"إضافات على دانيال" :
يحوي سفر دانيال الذي نعرفه 12 أصحاحاً، ولكن أصحاحاً جديداً أُضيف إليه في القرن الأول قبل الميلاد يحوي قصة "سوسنة" الزوجة الجميلة لأحد قادة اليهود في بابل، حيث يجتمع في بيتها شيوخ اليهود وقضاتهم.
وقد وقع في حبها اثنان من أولئك القادة وحاولا الإيقاع بها، وعندما صرخت ادَّعى الرجلان أنهما وجداها في أحضان شاب، فجاؤوا بها للمحاكمة.
ولما كان شاهدان قد اتفقا ضدها، فقد حُكم عليها بالموت. ولكن شابا اسمه دانيال قاطع المحاكمة وناقش الشاهدين، سائلاً كلاً منهما على حدة:
تحت أية شجرة من الحديقة وجدا سوسنة مع الشاب، فاختلفت أجابتهما، وهكذا نجت سوسنة !
"بيل والتنين" :
قصة أضيفت في القرن الأول قبل الميلاد أيضاً، وعُرفت بالإصحاح الرابــع عشر من دانيال، لتظهر غباوة اليهودية، وتحتوي على قصتين:
في القصة الأولى: سأل الملك كورش دانيال لماذا لا يعبد "بيل" مع أنه يأكل يومياً كباشاً كثيرة وزيتاً ودقيقاً ؟
ونثر دانيال رماداً في الهيكل في المساء، وفي الصباح أخذ الملك دانيال ليرى كيف أكل بيل كل ما قدّموه له، ولكن دانيال أشار للملك إلى آثار خطوات الكهنة وعائلاتهم الذين جاءوا ليلاً وأكلوا الطعام. فذبح الملك الكهنة وهدم الهيكل.
أما قصة التنين فهي قصة أسطورية. ويمكن أن نقول إنها وقصة سوسنة وطوبيا ويهوديت قصص يهودية خيالية، ذات قيمة دينية قليلة أو بلا قيمة إطلاقاً.
"نشيد الفتية الثلاثة المقدسين" :
يجيء بعد دانيال 23:3 في الترجمة السبعينية والفولجاتا، وهو يقتبس من مزمور 148، وتكرر 32 مرة العبارة: "سبحوه وعظموا اسمه للأبد".
"صلاة منسى" :
كُتبت في عهد المكابيين (القرن الثاني ق.م.) على زعم أنها صلاة الملك الشرير منسى ملك يهوذا. ولعلها كُتبت تأسيساً على القول: "وصلاته والاستجابة له...
هي مكتوبة في سفر أخبار الرائين" (2 أخبار أيام 19:33) وقد كتب أحد الكتبة هذه الصلاة.
"المكابيين الأول" :
(في القرن الأول ق.م.) لعله أكثر أسفار الأبوكريفا قيمة، لأنه يصف مآثر الإخوة المكابيين الثلاثة:
يوداس ويوناثان وسمعان. ويُعتبر هذا السفر مع كتابات يوسيفوس أهم مصادر تاريخ هذه الفترة المملوءة بالأحداث من التاريخ اليهودي.
"المكابيين الثاني" :
ليس مكملاً للمكابيين الأول بل موازٍ له، يروي انتصارات يوداس المكابي، وبه أساطير أكثر مما في المكابيين الأول.
(3) شهادات تاريخية لاستبعاد الأبوكريفا
1 - الفيلسوف اليهودي فيلو (20 ق.م. - 40م) اقتبس من كل أسفار العهد القديم، وذكر التقسيم الثلاثي للأسفار، لكنه لـم يقتبس إطلاقًا من الأسفار المحذوفة على أنها أسفار قانونية !
2 - المؤرخ اليهودي يوسيفوس (30 - 100 م) يستبعد أسفار الأبوكريفا ويحسب عدد أسفار العهد القديم 22 كتاباً.
وهو لا يقتبس من كتب الأبوكريفا باعتبار أنها أسفار قانونية.
3 - بالرغم من أن المسيح وكُتَّاب العهد الجديد اقتبسوا مئات الاقتباسات من جميع الأسفار القانونية، إلا أنهم لـم يقتبسوا أبداً من هذه الأسفار.
4 - لـم يعترف علماء اليهود في جامنيا بهذه الأسفار.
5 - لـم يعترف مجمع من المجامع المسيحية الأولى في القرون المسيحية الأربعة الأولى بقانونية تلك الأسفار.
6 - كتب الكثيرون من آباء الكنيسة الأولين ضد هذه الأسفار من أمثال أوريجانوس وكيرلس الأورشليمي وأثناسيوس.
7 - رفض القديس ايرونيموس (جيروم) مترجم الفولجاتا (340 - 420م) هذه الأسفار، ودارت بينه وبين القديس أغسطينوس مساجلات حولها عبر البحر الأبيض المتوسط وقد رفض أولاً أن يترجم هذه الأسفار إلى اللاتينية وبعد موته أُدخِلت هذه الأسفار إلى الفولجاتا نقلاً عن الترجمة اللاتينية القديمة.
8 - رفض الكثيرون من علماء الدين الكاثوليك أسفار الأبوكريفا خلال عصر الإصلاح.
9 - رفض لوثر ومعه باقي المصلحين هذه الأسفار.
10 - لـم تدخل هذه الأسفار كأسفار قانونية مقبولة تماماً عند الكنيسة الكاثوليكية إلا عام 1546 م في مجمع ترنت. وهو المجمع الذي انعقد ليقاوِم حركة الإصلاح.-
رابعاً - قانونية أسفار العهد الجديد :
1 - الأساس الذي بني عليه قبول أسفار العهد الجديد كأسفار قانونية هو أنها من الرسل، وموحى بها من اللّه.
لقد تأسست الكنيسة على "أساس الرسل والأنبياء" (أفسس 20:2) الذين وعد المسيح بإرشادهم إلى جميع الحق بالروح القدس (يوحنا 13:16) وقد واظبت كنيسة أورشليم على تعليم الرسل (أعمال 42:2). وليس شرطاً أن يكون كُتَّاب الأسفار رسلاً، لكن أن تكون هذه الأسفار قد حظيت بموافقة الرسل. وسلطان الرسل لا يمكن فصله عن سلطان الرب، فإن الرسائل ترينا أن بالكنيسة سلطاناً واحداً مطلقاً هو سلطان الرب، وعندما يتحدث الرسل بسلطان يستمدونه من الرب نفسه. مثلاً عندما يدافع بولس عن عودته الرسولية يقول أنه تلقاها مباشرة من الرب (غلاطية 1 و 2). وعندما ينظّم شؤون الكنيسة يعزو ذلك للرب، رغم عدم وجود توجيهات مباشرة (1 كورنثوس 37:14، قارن 1 كورنثوس 10:7). فكل سلطان يجب أن يكون نابعاً من الرب وحده صاحب السلطان المطلق.
2 - ثلاثة أسباب استلزمت تقرير الأسفار القانونية للعهد الجديد :
(أ) هرطقة ماركيون (140 م) الذي كوّن أسفاره القانونيه وأخذ ينشرها، فرأت الكنيسة الحاجة إلى تحديد الأسفار القانونية لإنهاء تأثيره.
(ب) استخدمت بعض الكنائس كتابات إضافية في العبادة - فلزم وضع حداً لهذا.
(ج) قرر دقلديانوس عام 303 م أن يدمّر الكتب المقدسة للمسيحيين فعزم المسيحيون أن يعرفوا أي الكتب تستحق أن يموتوا لأجلها !
3- ويقدم لنا القديس أثناسيوس الاسكندري (عام 367 م) أول قائمة للأسفار القانونية للعهد الجديد، في رسالته للكنائس بمناسبة عيد الفصح، وهي نفس القائمة التي عندنا تماما. وبعد ذلك، قدّم كلاً من القديسين ايرونيموس وأغسطينوس ذات القائمة التي تحوي أسماء 27 سفراً.
واقتبس الآباء من العهدين القديم والجديد قائلين "كما جاء في الكتب" مثلما قال بوليكاربوس (115 م) وأكليمندس وغيرهما.
أما جستن مارتر فقد قال في دفاعه عن المسيحية، وهو يكتب عن العشاء الرباني: "في يوم الأحد يجتمع المسيحيون الساكنون بالمدينة أو القرى، في مكان واحد، يقرأون مذكّرات الرسل وكتابات الأنبياء، حسب ما يسمح به الوقت.
وعند الانتهاء من القراءة ،يقدّم القائد نصائح يدعو فيها إلى تطبيق هذه الكلمات الصالحة". ويضيف جستن مارتر في مناقشته مع تريفو اقتباساً من الأناجيل يسبقها بقوله "مكتوب". ولا بد أنه وتريفو كانا يعرفان المقصود بكلمة "مكتوب" هذه.
4 - ونشير إلى كتابات القديس ايريناوس (180 م) الذي كان متصلاً بالعصر الرسولي وبمعاصريه الكنسيين في كل العالـم، وكان قد تعلّم في آسيا الصغرى عند قدمي بوليكاربوس تلميذ يوحنا البشير، ثم صار أسقفا لليون في بلاد الغال (فرنسا) عام 180 م.

وتظهر كتابات ايريناوس إيمانه بقانونية الأناجيل الأربعة والأعمال ورومية ورسالتي كورنثوس وغلاطية وافسس وفيليبي وكولوسي ورسالتي تسالونيكي ورسالتي تيموثاوس وتيطس وبطرس الأولى ويوحنا الأولى والرؤيا. ويتضح من كتابه "ضد الهرطقات" أن فكرة الأناجيل الأربعة كانت حقيقة ثابتة معروفة ومقبولة في كل العالـم المسيحي، ومعتبرة أمراً طبيعياً بل ولازماً، مثلها في ذلك مثل الجهات الأصلية الأربع.

5 -وقد قبلت المجامع الكنسية قانونية أسفار العهد الجديد. وعندما انعقد مجمع هبّو عام 393 م وسجّل أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين كأسفار قانونية، لـم يعط هذه الأسفار سلطانا لـم يكن لها من قبل، ولكنه اعترف بقانونيتها التي كان معتَرفاً بها. وقد أعاد سنودس قرطجنة الثالث إذاعة قرار مجمع هبّو بعد أربع سنوات، ولـم يَعُدْ هناك أي تساؤل حول صحة قانونية أسفار العهد الجديد.
6 -أسفار أبوكريفا في العهد الجديد :

رسالة برنابا ويسمونها ( الزائفة) (70 - 79 م).
الرسالة إلى أهل كورنثوس (96 م).
رسالة أكليمندس الثانية (120 - 140 م).
راعي هرماس (115 - 140 م).
تعاليم الاثني عشر (100 - 120 م).
رؤيا بطرس (150 م).
أعمال بولس وتكلا (170 م).
الرسالة إلى أهل لاودكية (القرن الرابع الميلادي).
الانجيل للعبرانيين (65 - 100 م).
رسالة بوليكاربوس لأهل فيلبي (108 م).
رسائل أغناطيوس السبع (100 م).
وكتابات أخرى لـم تقبلها الكنيسة كأسفار قانونية.
على غرار رسالة برنابا
-----------------------------
صحة الكتاب المقدس ببليوغرافياً
العهد الجديد :
1 - شهادة علماء الببليوغرافيا للعهد الجديد
2 - شهادة المخطوطات للعهد الجديد
3 - الترتيب التاريخي لمخطوطات العهد الجديد
4 - ترجمات العهد الجديد
5 - آباء الكنيسة الأولون يشهدون للعهد الجديد
6 - شاهد على صحة المخطوطات من القراءات الكنسية
العهد القديم :
1 - الاهتمام الزائد بنقل المخطوطات
2 - أشخاص متخصصون لنقل المخطوطات
3 - مخطوطات قديمة للعهد القديم
4 - ترجمات العهد القديم
5 - اقتباسات من العهد القديم
براهين داخلية على صحة الكتاب المقدس
1 - الشك في جانب المخطوطة
2 - المراجع أساسية وقيّمة
3 - المراجع قديمة وأصلية
براهين خارجية على صحة الكتاب المقدس
براهين من علم الحفريات والآثار
1 - نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد القديم
2 - نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد
إن ما نريد أن نصل إليه في هذه الدراسة هو أن الكتاب المقدس هل هو صحيح تاريخياً، دون تعرُّض لوحيه.
وكما نفحص بصدق أية وثيقة تاريخياً، هل الشيء نفسه مع الكتاب المقدس.
الفحوص :
من الناحية الببليوغرافية (لم ثَبْت المراجع بل اختلفت وتباينت مع الباحثين ولم يتفق عليها سوى اليهود).
من ناحية البرهان الداخلي. من ناحية البرهان الخارجي. بدراسة شهادة علم الآثار القديمة للكتاب المقدس.
أولاً: صحة الكتاب المقدس ببليوغرافياً (من جهة ثَبْت المراجع).
الفحص الببليوغرافي هو فحص لانتقال المخطوطات حتى تصل إلينا. فلما تكون النسخة الأصلية مفقودة ، فإننا نفحص عن صحة ما وصلنا من مخطوطات، وعددها، والفترة الزمنية التي مرَّت بين النسخة الأصلية وأقْدَمْ مخطوطة منها عندنا وبالتحري والتدقيق للاحظنا اعلاه الاختلاف والتباين .
العهد الجديد
1 - شهادة علماء الببليوغرافيا للعهد الجديد
شهد كثير من العلماء لصحة العهد الجديد من هذه الناحية - قال عزرا أبوت في كتابه "مقالات انتقادية" عن القراءات المختلفة للعهد الجديد :
عدد القراءات المختلفة في العهد الجديد يخيف بعض البسطاء، إذ يقرأون عنها في كتابات النقّاد غير المؤمنين الذين يقولون إن هذه تبلغ 150 ألفاً !
وكأن أساس تصديق العهد الجديد قد انهار !
"ولكن الحقيقة هي أن 95% من هذه القراءات المختلفة تُعوزها الأدلة، وضعيفة، ولا تستحق القبول. وهذا يترك لنا 7500 قراءة مختلفة، 95% منها لا تؤثر على المعنى، لأنها إملائية "في التهجئة" أو نحوية، أو في ترتيب الكلمات.
وهذا يترك لنا نحو 400 "قراءة مختلفة" قد تؤثر على المعنى تأثيراً طفيفاً، أو تتضمن إضافة كلمة أو كلمات أو حذفها.
والقليل جداً منها يمكن أن يعتبر هاماً. ولكن بحوث العلماء دلّتنا على القراءة الصحيحة محل الثقة. وكل الكتابات القديمة تحتوي على مثل هذه الاختلافات، تماماً كما أن هناك اختلافات في التفسير" (8).
ويقول فيليب شاف في مقارنته بين العهد الجديد باليونانية وبين الترجمة الإنكليزية إن 400 قراءة فقط من 150 ألفاً تشكّل الشكّ في المعنى،
منها خمسون فقط لها أهمية عظيمة.
ولكن ليس منها قراءة واحدة تؤثر على العقيدة أو على واجبات المسيحي، إذ يوجد ما يماثلها في أماكن أخرى من القراءات الواضحة والأكيدة (12).
ومن هذا نرى أن "القراءات المختلفة" لا تشكّل أهمية من جهة المعنى العام للفقرات التي وردت بها.
ويقول "جيسلر ونيكس":
"إن هناك غموضاً في قولنا إن هناك "قراءات مختلفة" - فمثلاً لو أن كلمة واحدة أُسيءَ إملاؤها في ثلاثة آلاف مخطوطة، فإنه يقال إن هناك ثلاثة آلاف "قراءة مختلفة" في العهد الجديد !
ثم يقولان: "إن واحداً من ثـمانية من هذه الاختلافات قد يكون له قيمته، لكن البقية هي اختلافات في الهجاء أو ما شابهه.
وجزء من ستين من هذه الاختلافات يمكن أن يُعتبر "فوق التافهة". وهذا يعني من وجهة النظر الحسابية أن النص الموجود عندنا مضبوط بنسبة 33،98%" (2).
وهكذاهل يمكننا القول إن نص العهد الجديد الذي وصلنا مضبوط تماماً.
لـم يُفقد منه أو يتغير فيه شيء من قوانين الإيمان أو السلوك.
ويقول بروس في كتابه "الكتب والرقوق":
"القراءات المختلفة في العهد الجديد لا تحتاج إلى تخمين لضبطها، فهناك شاهد واحد على الأقل بين آلاف الشواهد المضبوطة يحتفظ بها بالقراءة الصحيحة" (3).
وقال فريدريك كنيون أحد ثِقات "نقد العهد الجديد":
"إننا نؤكد بكل يقين أنه لا توجد عقيدة مسيحية مبنية على قراءة موضع اختلاف". وقال:
"إن نصوص الكتاب المقدس أكيدة في مادتها، وهذا ينطبق بصورة خاصة على العهد الجديد، فإن عدد مخطوطات العهد الجديد المتوفرة لدينا، والترجمات القديمة له، والاقتباسات المأخوذة منه في كتابات الأقدمين كثيرة بالدرجة التي تؤكد لنا صحة النص، وإن القراءة الأصلية لكل جزء من هذه الأجزاء موضع الاختلاف، موجودة في هذه المراجع القديمة، وهو ما لـم يحدث مع أي كتاب قديم في العالـم".
والعلماء مستريحون على أنهم يمتلكون اليوم النص الصحيح لكتابات المؤلفين اليونانيين والرومانيين من أمثال (سوفوكليس وشيشرون وفرجيل )مع أن معرفتنا بهذه الكتابات تعتمد على عدد قليل من المخطوطات، بينما مخطوطات العهد الجديد تُحصى بالألوف (13).
إن مقارنة نص العهد الجديد بنصوص الكتابات القديمة هل تؤكد لنا أن العهد الجديد صحيح بدرجة مذهلة،
لأن الذين نقلوا مخطوطاته فعلوا ذلك بدقة بالغة وباحترام كبير لأنه كتاب مقدّس.
ام كانت الاهواء تشرئب باعناقها في مضامينه
(وبالمقارنة بمخطوطات الكتب القديمة) هل العهد الجديد سليم من كل عيب.
لذلك قال محررو الترجمة الإنكليزية المعروفة (R.S.V.) في مقدمتهم لترجمتهم: "يتضح للقارئ المدقق من ترجمتنا عام 1946، وترجمتي عام 1881 و 1901 أن تنقيح الترجمة لـم يؤثر على أية عقيدة مسيحية، لسبب بسيط وهو أن آلاف "القراءات المختلفة" لـم تستدعِ أي تغيير في العقيدة المسيحية".
إن آلاف المخطوطات القديمة الموجودة من العهد الجديد، مع سيل المخطوطات الأخرى التي تُكتشف، تؤكد أن العهد الجديد قد تـم نقله لنا بأمانة كاملة، تطمئن تماماً العقيدة المسيحية - وأن الاعتماد على العهد الجديد - على أساس علمي - أقوى من الاعتماد على أية مخطوطة قديمة أخرى!
وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه "حياة المسيح" (كتاب الهلال - يناير 1958):
"ليس من الصواب أن يُقال إن الأناجيل جميعاً عُمدة لا يُعوَّل عليها في تاريخ السيد المسيح، لأنها كُتبت عن سماع بعيد ولـم تُكتب عن سماع قريب في الزمن والمكان، ولأنها في أصلها مرجع واحد متعدد النَّقَلة والنسَّاخ،
ولأنها رَوَت من أخبار الحوادث ما لـم يذكره أحد من المؤرخين، كانشقاق القبور وبعث موتاهم وطوافهم بين الناس وما شابه ذلك من الخوارق والأهوال.
وإنما الصواب أنها العُمدة الوحيدة في كتابة ذلك التاريخ، إذ هي قد تضمنت أقوالاً في مناسباتها لا يسهل القول باختلافها،
ومواطن الاختلاف بينها معقولة مع استقصاء أسبابها والمقارنة بينها وبين آثارها.
ورفضها على الجملة أصعب من قبولها عند الرجوع إلى أسباب هذا وأسباب ذاك.
فإنجيل متّى مثلاً ملحوظ فيه أنه يخاطب اليهود ويحاول أن يزيل نفرتهم من الدعوة الجديدة، ويؤدي عباراته أداء يلائم كنيسة بيت المقدس في منتصف القرن الأول للميلاد.
وإنجيل مرقس على خلاف ذلك ملحوظ فيه أنه يخاطب "الأمم" ولا يتحفَّظ في سرد الأخبار الإلهية التي كانت تحول بين بني إسرائيل "المحافظين" والإيمان بألوهية المسيح.
وإنجيل لوقا يكتبه طبيب ويقدمه إلى ثري كبير، فيورد فيه الأخبار والوصايا من الوجهة الإنسانية، ويحضر في ذهنه ثقافة الثري الذي أهدى إليه نسخته وثقافة أمثاله من العلية.
وإنجيل يوحنا غلبت عليه فكرة الفلسفة. بدأه بالكلام عن "الكلمة" Logos ووصف فيه التجسد الإلهي على النحو الذي يألفه اليونان ومن حضروا محافلهم ودرجوا معهم على عادات واحدة.
وسواء رجعت هذه الأناجيل إلى مصدر واحد او أكثـر من مصـدر، فمـن الواجب أن يدخل في الحسبان أنها هي العُمدة التي اعتمد عليها قوم هو أقرب الناس إلى عصر المسيح، وليس لدينا نحن بعد قرابة ألفي سنة عُمدة أحق منها بالاعتماد.
ونحن قد عوَّلنا على الأناجيل، ولـم نجد بين أيدينا مرجعا أوفَى منها لدرس حياة المسيح والإحاطة بأطوار الرسالة وملابساتها".-
2 - شهادة المخطوطات للعهد الجديد :
يقول أ. ت. روبرتس مؤلف أقوى كتاب عن قواعد اللغة اليونانية للعهد الجديد: إنه يوجد نحو عشرة آلاف مخطوطة للفولجاتا اللاتينية، وعلى الأقل ألف مخطوطة من الترجمات القديمة، ونحو 300 5 مخطوطة يونانية للعهد الجديد بكامله، كما يوجد لدينا اليوم 24 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد، كما أننا نقدر أن نجمع أجزاء كثيرة من العهد الجديد من اقتباسات الكُتَّاب المسيحيين الأولين (7).
ويقول جون وارويك مونتجمري: "لو أننا جعلنا مخطوطات العهد الجديد موضع شك للزمنا أن نرفض كل الكتابات القديمة، لأنه لا يوجد كتاب ثابت ببليوغرافياً مثل العهد الجديد".
وقال السير فردريك كنيون (مدير مكتبة المتحف البريطاني، وأعظم ثقة في دراسة المخطوطات): "عندنا أعداد كبيرة من مخطوطات العهد الجديد، وهذا يختلف عن كل المخطوطات الأخرى، فمخطوطات العهد الجديد تمتاز عنها جميعاً في أن الفترة الزمنية بين كتابة المخطوطة الأصلية وبين المخطوطات التي وصلتنا منها، قصيرة نسبيا. فقد كُتبَت أسفار العهد الجديد في أواخر القرن الرابع الميلادي وبعضها من قبله (أي بعد 250 أو 300 سنة) على الأكثر من كتابتها. وقد تبدو هذه لنا فترة طويلة نوعاً ما، ولكنها ليست شيئا بالنسبة للقرون الطويلة التي تفصل ما بين المخطوطات الأصلية لمؤلفات كُتَّاب الإغريق العظام وبين النُّسَخ الموجودة الآن، فالنُّسَخ الموجودة لدينا من روايات سوفوكليس السبع ترجع إلى 1400 سنة بعد موت الشاعر، ومع ذلك نعتقد أنها تحمل لنا بكل دقة، ما كتبه سوفوكليس".
ويبدو غِنى العهد الجديد، في عدد مخطوطاته عند مقارنته بالكتابات الأخرى: فكتابات قيصر عن حروب الغال (كُتبَت عام 58 - 50 ق.م.) توجد لها عدة مخطوطات، تسع أو عشر منها صالحة، وأَقدمها بعد عهد قيصر بتسعمائة سنة! ومن أصل 142 كتاباً كتبها ليفي عن التاريخ الروماني (59 ق.م. - 17 م)، لا يزيد عدد ما يمكن أن يُعتمد عليه منها عن عشرين مخطوطة، واحدة منها فقط (تحوي كتب 3 - 6) ترجع إلى القرن الرابع الميلادي! ومن أصل 14 كتاباً للمؤرخ تاسيتوس (100 م) لـم يبقَ منها اليوم إلا أربعة كتب ونصف. ومن أصل 16 كتاباً من حولياته التاريخية لا نجد اليوم إلا عشراً منها كاملة واثنتين في أجزاء. وكل هذا التاريخ لتاسيتوس يعتمد على مخطوطتين، واحدة ترجع للقرن التاسع الميلادي، والأخرى للقرن الحادي عشر.
أما تاريخ ثوسيديدس (460 - 400 ق.م.) فمعروف من ثـماني مخطوطات، أحدثها يرجع للقرن التاسع الميلادي، مع بعض أوراق البردي التي ترجع للقرن الأول الميلادي. ويصدُق الأمر نفسه على تاريخ هيرودوت (488 - 428 ق.م.) ومع ذلك لا يجرؤ عالِم واحد على الشك في كتب تاريخ ثوسيديدس أو هيرودوت لأن المخطوطات الموجودة لكتبهما ترجع إلى 1300 سنة بعد وفاتهما.
ويوضح الجدول الآتي تاريخ بعض الكتابات القديمة:
عدد النسخ الزمن الذي انقضى
منذ الكتابة الأصلية أقدم نسخة موعد الكتابة الكتاب
10 1000 سنة 900 م 100 - 44 ق.م. قيصر
20 59 ق.م. - 17 م ليفي
7 1200 سنة 900 م 427 - 347 ق.م. أفلاطون
20 1000 سنة 1100 م 100 م تاسيتوس (الحوليات)
1 900 سنة 1000 م 100 م (أعماله الأخرى)
7 750 سنة 850 م 61 - 113 م بلني الصغير (تاريخ)
8 1300 سنة 900 م 460 - 400 ق.م. ثوسيديدس (تاريخ)
8 800 سنة 950 م 75 - 160 م سوتينيوس
8 1300 سنة 900 م 480 - 425 ق.م. هيرودتس (تاريخ)
900 سنة هوارس
193 1400 سنة 1000 م 496 - 406 ق.م. سوفوكليس
2 1100 سنة مات في 55 أو 53 ق.م. لوكريتوس
3 1600 سنة 1550 م 54 ق.م. كاتولس
9 1500 سنة 1100 م 480 - 406 ق.م. يوربيدس
200 1300 سنة 1100 م 383 - 322 ق.م. ديموستينيس
49 1400 سنة 1100 م 384 - 322 ق.م. أرسطو
10 1200 سنة 900 م 450 - 385 ق.م. أرستوفانيس
(1) كلها منقولة عن نسخة واحدة من أي مؤلف من مؤلفاته.
3 - الترتيب التاريخي لمخطوطات العهد الجديد :
الأشياء التي تساعدنا على تحديد عمر المخطوطة :
1 - مادتها.
2 - حجم حرف الكتابة وشكله.
3 - علامات الترقيم.
4 - أقسام النص.
5 - الزخرفة.
6 - لون الحبر.
7 - نسيج الرقوق ( الجلود) ولونها.
نذكر بعض المخطوطات :
1 - مخطوطة جون رايلاند (Ryland) (130 م) في مكتبة مانشستر بإنجلترا وهي أقدم المخطوطات، وُجدت في مصر. بها إنجيل يوحنا، مع أن المعروف أن هذا الإنجيل كُتب في آسيا الصغرى. وهي تؤكد لنا أن الإنجيل كُتب حوالي نهاية القرن الأول الميلادي.
وقد قضى اكتشاف هذه المخطوطة على الهجوم الذي كان يوجَّه إلى إنجيل يوحنا، باعتبار أنه كُتب نحو عام 160 م (2).

2 - مخطوطات تشستر بيتي (Chester Beatty Papyri) (200 م) موجودة في متحف بيتي في دبلن، وجزء منها في جامعة متشيجان .. وهي من ورق البردي، وتحتوي ثلاثة منها على معظم العهد الجديد. وهي أقرب المخطوطات إلى النص الأصلي من جهة تاريخية (3).
ويقول سير فردريك كنيون: "إنّ هذا الاكتشاف هو أعظم اكتشاف منذ اكتشاف النسخة السينائية، فهو يضيِّق الفجوة الزمنية بين تاريخ المخطوطات التي بين أيدينا وبين تاريخ كتابة أسفار العهد الجديد، فلا يعود هناك مجال للشكل في صدقها. فليس لنصوص كتاب آخر مثل هذا السند من المخطوطات القديمة والكثيرة، ولا يمكن لأي عالِم غير منحاز أن ينكر أن النص الذي وصل إلينا هو نص صحيح".
3 - بردية بُدْمر (Bodmer) الثانية (150 - 200 م) موجودة بمكتبة بُدْمر وتحوي إنجيل يوحنا، وهي أهم مخطوطة بعد مخطوطات تشستر بيتي، وكثيرون من العلماء يرجعون بتاريخها إلى منتصف القرن الثاني، إن لـم يكن إلى النصف الأول منه. ???
4 - الدياطسَّرون - ومعناه "اتفاق الأجزاء الأربعة" - وهو إظهار الاتفاق بين المبشرين الأربعة، كتبه تاتيان عام 160 م.
وقد كتب يوسابيوس في تاريخه:
"لقد قام قائدهم السابق تاتيان بكتابة جَمْع للأناجيل دعاه "دياطسَّرون" ولا زال هذا موجوداً الآن في بعض الأماكن". أما تاتيان هذا فهو مسيحي أشوري، أول من كتب في اتفاق المبشرين، ويوجد اليوم لدينا جزء صغير فقط مما كتبه تاتيان (2).
5 - النسخة الفاتيكانية (Codex Vaticanus) (325 - 350 م) موجودة بمكتبة الفاتيكان وتحوي كل الكتاب المقدس تقريبا، وهي من أثـمن مخطوطات الكتاب المقدس اليونانية.
6 - النسخة السينائية (Codex Sinaiticus) (350 م) موجودة في المتحف البريطاني، وتحوي كل العهد الجديد ما عدا مرقس 9:16-20، يوحنا 53:7 - 11:8 كما تحوي أكثر من نصف العهد القديم.
و زعم انه قد عَثر عليها تشندرف في سلة للمهملات في دير جبل سيناء عام 1844، وسلّمها الدير هدية لقيصر روسيا عام 1859، واشترتها الحكومة البريطانية من الاتحاد السوفيتي بمائة ألف جنيه يوم عيد الميلاد سنة 1933.
7 - النسخة الأسكندرية (Codex Alexandrinus) (400 م) بالمتحف
البريطاني، وتقول الموسوعة البريطانية إنها كُتبت باليونانية في مصر، وتحوي كل الكتاب المقدس تقريبا.
8 - النسخة الافرايمية (Codex Ephraemi) (400 م) موجودة في المكتبة الوطنية في باريس. وتقول الموسوعة البريطانية إنها ساعدت على التأكد من بعض قراءات العهد الجديد، وهي تحويه كله ما عدا رسالتي تسالونيكي الثانية ويوحنا الثانية.
9 - النسخة البيزية (Codex Bezae) (450 م) موجودة في مكتبة كامبريدج وتحوي الأناجيل وأعمال الرسل باللغتين اليونانية واللاتينية.
10 -نسخة واشنطن (أو نسخة الفريرية - من 450 - 500 م) وهي تحتوي على الأناجيل الأربعة بالترتيب الآتي: متى، يوحنا، لوقا، مرقس.
11 -نسخة كلارومنت (Codex Claromontanus) (500 م) وتحتوي على رسائل بولس الرسول (في اللغتين اليونانية واللاتينية).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميثّاق
Admin
ميثّاق


عدد المساهمات : 94
تاريخ التسجيل : 14/09/2011

كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟   كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟ Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 21, 2011 7:04 pm

المخطوطات القديمة تُظهِر وطبعا على زعم الحاخامات والباحثين
(أ) أن مخطوطات الكتاب المقدس أكثر جدا من مخطوطات أي كتاب قديم آخر.
(ب) أن تاريخ المخطوطات الموجودة عندنا قريب جداً من تاريخ كتابة النص الأصلي، إذا قارنا ذلك بأي مخطوطة أخرى لأي كتاب قديم.
يقول العلاّمة ف. هورت الذي قضى 28 سنة في دراسة نصوص العهد الجديد:
"إن هذه الكثرة من مخطوطات العهد الجديد والتي يعود الكثير منها إلى العصور الأولى التي تكاد تتصل بتاريخ كتابة النص الأصلي، تجعل نص العهد الجديد يقف فريداً بين كل الكتابات الكلاسيكية القديمة، ولا تدانيه في ذلك أيّة كتابات أخرى".
ويقول جرينلي: "لما كان العلماء يقبلون الكتابات الكلاسيكية اليونانية القديمة، رغم أن النسخة الموجودة عندنا منها كُتبت بعد تأليف النسخة الأصلية بألف سنة، أو أكثر، فمن الواضح أننا نقْدِر أن نعتمد على ما عندنا من العهد الجديد اليوم بثقة كبيرة".
ويقدِّم العالمان جيسلر ونيكس المقارنة التالية: أكثر الكتب القديمة من جهة المخطوطات الموجودة عندنا اليوم هو العهد الجديد، ومن بعده الألياذة (634 مخطوطة) وكانت الألياذة والعهد الجديد تُعتبران كتباً "مقدسة". في العهد الجديد عشرون ألف سطر، وفي الألياذة 15600 سطر. من العهد الجديد 400 كلمة (أو أربعون سطراً) موضع شك، بينما 764 سطراً من الألياذة موضع شك - 5% من الألياذة موضع شك، بينما أقل من نصف النصف في المائة من العهد الجديد موضع شك. ولكن "المهابهاراتا" الهندية لاقت فساداً أكثر، فمِن أصل 250 ألف سطر فيها نحو 26 ألف سطر موضع شك (أكثر من 10%) (2).
في حالة وجود هذه الكثـرة الهائلـة من المخطوطــات هل يسهل الوصول إلى النص الأصلي –
4 - ترجمات العهد الجديد :
من الأمور التي تؤيد صحة الكتاب المقدس ودقته، وجود ترجمات قديمة. ولـم تُترجَم أية كتابات إلى لغات مختلفة كما ترجم العهد الجديد، لأن المسيحية ديانة تبشيرية. وقد تَرجَم الكارزون الأولون أسفار العهد الجديد إلى لغات الشعوب التي كانوا يكرزون لها لتساعدهم على نشر إيمانهم. وهكذا تُرجم العهد الجديد إلى السريانية واللاتينية والقبطية. وقد تمت الترجمتان السريانية واللاتينية حوالي عام 150 م. وهذا أقرب ما يكون إلى زمن كتابة الأسفار الأصلية.
وهناك أكثر من خمسة عشر آلاف مخطوطة موجودة اليوم من الترجمات القديمة.
الترجمات السريانية :
"الترجمة السريانية القديمة" للأناجيل الأربعة، منقولة في القرن الرابع الميلادي. ومن اللازم أن نوضح أن كلمة "السريانية" تُطلق على اللغة الآرامية المسيحية، وتُكتَب بحروف آرامية مع تعديلات بسيطة.
"البشيطا السريانية" ومعناها البسيطة، وهي الترجمة النموذجية، أُنجزت بين عامي 150 و 250 م. يوجد اليوم 350 مخطوطة من هذه الترجمة ترجع إلى القرن الخامس.
"النسخة الفيلوكسنيان" (508 م) فقد ترجم بوليكاربوس العهد الجديد للسريانية ترجمة جديدة، قدّمها إلى فيلوكيناس أسقف مابوج.
"نسخة هاركل السريانية" وترجع لعام 616 م قام بها توماس الهاركلي.
"نسخة فلسطين السريانية" يُرجعها معظم العلماء لعام 400-450 م.
2 -الترجمات اللاتينية :
"اللاتينية القديمة" هناك شهادات من القرن الرابع إلى القرن الثالث عشر الميلادي أنه في القرن الثالث الميلادي انتشرت ترجمة لاتينية قديمة في شمال أفريقيا وأوروبا.
"اللاتينية القديمة الأفريقية" (أو النسخة البابينسية 400 م) وهناك ما يدل على أنها نُقلت عن بردية من القرن الثاني.
"النسخة الكوربيانية" (400 - 500 م) تحوي الأناجيل الأربعة.
"النسخة الفرسيليانية" (360 م).
"النسخة البلاتينية" (القرن الخامس الميلادي).
"الشعبية- العامة " اللاتينية ومعناها " الفلجاتا "
وكان القديس ايرونيموس (جيروم) سكرتير دماسوس أسقف روما. وقد قام ايرونيموس بالترجمة بناء على طلب الأسقف من عام 366 - 384 م.
3 - الترجمات القبطية (المصرية) :
يقول بروس إن الترجمة الأولى للقبطية ربما تمت في القرن الثالث أو الرابع (3).
"النسخة الصعيدية" في بداية القرن الثالث.
"النسخة البحيرية" في القرن الرابع.
"نسخة مصر الوسطى" في القرن الرابع أو الخامس.
4 - ترجمات أخرى :
الأرمنية - في القرن الخامس، تُرجمت عن اليونانية الجورجية - (لبلاد القوقاز) - وترجع إلى القرن الرابع.-
5 -آباء الكنيسة الأولون يشهدون للعهد الجديد :
تقول الموسوعة البريطانية: "عندما يفحص أحد العلماء المخطوطات والترجمات، لا يكون قد أنهى كل دراسته لنصوص العهد الجديد، فإن كتابات آباء الكنيسة الأولين تُلقِي مزيداً من الضوء، لأن بها اقتباسات من العهد الجديد قد تختلف عن إحدى أو بعض المخطوطات الحالية، لأنها مأخوذة من مخطوطات أقدم لـم تصل إلينا. وعلى هذا فإن شهادة هؤلاء الآباء للنص، وبخاصة عندما تتطابق مع المصادر الأخرى، يجب أن تُضاف إلى ما عندنا من مراجع".
وقد اقتبس آباء الكنيسة من العهد الجديد بكثرة تمكّننا من تجميـع العهـــد
الجديد من اقتباساتهم. وحتى لو أن كل ما هو موجود من المخطوطات الان ضاعت ،لتمكّنا من تجميع العهد الجديد من كتابات الآباء الأولين".
ولقد انشغل السير "دافيد دالرمبل " بفكرة "لو ضاع العهد الجديد أو أحرق في القرن الثالث الميلادي، وقت الاضطهاد العنيف، فهل كنا نقدِر أن نعيد جمعه من الاقتباسات الموجودة بكتابات الآباء في القرنين الثاني والثالث؟".
وقضى السير دافيد دالرمبل زمناً درس فيه كل ما وصل إلينا مما كتبه آباء القرنين الثاني والثالث، ووصل إلى هذه النتيجة: لقد وُجد كل العهد الجديد، ما عدا إحدى عشرة آية !
على أننا نحتاج إلى مراعاة أمرين :
1 - بعض الآباء ينقلون من الذاكرة ومن المنقولات الشفاهية، ولا ينقلون النص بالحروف.
2- حدثت بعض الأخطاء من النُسَّاخ عن عمد أو عن سهو.
هل من تعليل :

1 - القديس اكليمندس الروماني (95 م - يقول عنه أوريجانوس:
إنه تلميذ الرسل، ويقول عنه ترتليان إنه تعيَّن من بطرس، ويقول عنه إيريناوس إن مواعظ الرسل لا تزال تدوي في أذنيه وإن عقائدهم أمام عينيه).
يقتبس أكليمندس في كتاباته من متى - مرقس - لوقا - أعمال - كورنثوس الأولى - بطرس الأولى - العبرانيين - تيطس.
2 - أغناطيوس (70 - 110 م) أسقف أنطاكية، الذي كان يعرف الرسل جيدا، وكان تلميذ بوليكاربوس. استشهد سنة 110 م.
كتب سبع رسائل تحوي اقتباسات من متى - يوحنا - أعمال - رومية - كورنثوس الأولى - أفسس - فيلبي - غلاطية - كولوسي - يعقوب - رسالتي تسالونيكي - رسالتي تيموثاوس وبطرس الأولى.
3 - اقتبس كل من بوليكاربوس (70 - 156 م) أسقف سميرنا الذي استشهد في السادسة والثمانين من عمره، وهو تلميذ الرسول يوحنا. وبرنابا (70 م) وهرماس (95 م) وتاتيان (170 م) وايريناوس أسقف ليون (170 م).
4- أكليمندس الاسكندري (150 - 212 م) اقتبس 240 آية من كل أسفار العهد الجديد، ما عدا ثلاثة أسفار –
5- ترتليان (160 - 220) الذي كان أسقف قرطجنة الذي اقتبس سبعة آلاف آية منها 3800 من الأناجيل. وهبوليتس (170 - 235) اقتبس أكثر من 1300 آية. وأوريجانوس اقتبس أكثر من 18 ألف آية (185 - 254 م) وكذلك كيبريانوس (مات سنة 258 م) أسقف قرطجنة، استخدم حوالي 740 اقتباسا من العهد القديم و1030 من العهد الجديد.

ولقد أحصيت في كتابات الآباء السابقين لمجمع نيقية (325 م)
اقتباسات بلغ عددها 32 ألفاً من العهد الجديد!
وهذا العدد الضخم لا يشمل كل الاقتباسات، كما أنه لا يشمل اقتباسات كُتَّاب القرن الرابع. وبإضافة ما اقتبسه يوسابيوس الذي عاصر مجمع نيقية، يبلغ عدد هذه الاقتباسات 000 36 بخلاف اقتباسات (أغسطينوس وامبياس ولشتاس وفم الذهب وجيروم وغايس الروماني، وأثناسيوس وامبروزيوس أسقف ميلان، وكيرلس الاسكندري، وافرايم السرياني وهيلاريوس أسقف بواتيبه، وجيريجوري النيسيّ) وغيرهم...
الجدول ادناه وضعه جيسلر ونيكس ببعض الاقتباسات :
المجموع الرؤيا الرسائل العامة رسائل بولس الأعمال الأناجيل الكاتب
330 3 + 266 استشهاد 6 43 10 268 جستن مارتر
1819 65 23 499 194 1038 ايريناوس
2406 11 207 1127 44 1017 أكليمندس الاسكندري
17922 165 399 7778 349 9231 أوريجانوس
7258 205 120 2609 502 3822 ترتليان
1378 188 27 387 42 734 هبوليتس
5176 27 88 1592 211 3258 يوسابيوس

36289 664 870 14035 1352 19368 المجموع
6 - شواهد صحة المخطوطات من القراءات الكنسية :
على أن هناك شاهداً آخر على صحة مخطوطات العهد الجديد، هو وجود أجزاء كثيرة منها في القراءات الكنسية، فقد تبع المسيحيون عادة اليهود في العبادة بقراءة أجزاء من الناموس والأنبياء كل سبت في المجامع،
فأخذ المسيحيون يقرأون أجزاء من العهد الجديد في كل أوقات العبادة في الكنائس.
وقد تحددت الأجزاء من الأناجيل والرسائل التي تُقرأ كل يوم أحد، وفي الأعياد والمواسم.
ولـم تكمل بعد دراسة ما وصل إلينا من القراءات من العهد الجديد، ولكن ترجع أقدم الرقوق الموجودة إلى القرن السادس،بينما المخطوطات الكاملة تعود إلى القرن الثامن وما بعده.
والقراءات الكنسية عادة محافِظة، تعتمد على أقدم المخطوطات، وهذا يعطيها قيمة عظيمة فيما يختص بدراسة نصوص العهد الجديد. -
العهد القديم
ليس عندنا مثل هذه الوفرة من مخطوطات للعهد القديم كما هو الحال بالنسبة للعهد الجديد. وحتى اكتشاف مخطوطات البحر الميت كانت أقدم مخطوطة للعهد القديم ترجع إلى سنة 900 م (أي بعد كتابة آخر أسفار العهد القديم بألف وثلاثـمائة سنة).
وقد يبدو من هذا أن العهد القديم - لا يزيد في هذا الصدد - عن سائر الكتابات القديمة، ولكن مخطوطات البحر الميت للعهد القديم ترجع إلى عصر ما قبل ميلاد المسيح.
وبدراسة هذه الحقائق، نجد أن هناك العدد الوفير من الأدلة على أن المخطوطات التي بين أيدينا هي مخطوطات غير صحيحة من وجهة الببليوغرافيا.
وقد قال السير فردريك كنيون: "يمكن للمسيحي أن يمسك بالكتاب المقدس كله في يده، ويقول بغير خوف أو تردد إنه يمسك بكلمة اللّه الحقيقية التي سُلِّمت عبر القرون من جيل إلى جيل بدون أن يُفقَد شيء من قيمتها" (13).-
ونستطيع أن ندرك الاهتمام بمخطوطات العهد القديم لو عرفنا:
يقول قاموس الكتاب المقدس لصموئيل دافيدسون إن الخطوات التالية تُتَّبع بدقة في كتابة مخطوطة العهد القديم، كما جاء في التلمود:
1- الدرج المستعمل للقراءة في المجمع يجب أن يكون مكتوباً على جلد حيوان طاهر.
2- يجب أن يجهزه يهودي لاستعماله في المجمع.
3- تُجمع الرقوق معاً بسيور مأخوذة من حيوان طاهر.
4- يجب أن يحتوي كل رق على عدد ثابت من الأعمدة في كل المخطوطة.
5- يجب أن يتراوح طول كل عمود ما بين 48 - 60 سطراً. وعرض العمود يحتوي على ثلاثين حرفاَ.
6- يجب أن تكون كل الكتابة على السطر، ولو كُتبت ثلاث كلمات على غير السطر تُرفض المخطوطة كلها.
7- يجب أن يكون حبر الكتابة أسود، لا أحمر ولا أخضر ولا أي لون آخر. ويتم تجهيزه طبق وصفة ثابتة.
8- يتم النقل بكل دقة من مخطوطة صحيحة تماماً.
9- لا يجب كتابة كلمة أو حرف أو نقطة من الذاكرة. يجب أن ينقل الكاتب كل شيء من المخطوطة النموذجية.
10- يجب ترك مسافة شعرة أو خيط بين كل حرفين.
11- يجب ترك مسافة تسعة حروف بين كل فقرتين.
12- يجب ترك مسافة ثلاثة سطور بين كل سفرين.
13- يجب إنهاء سفر موسى الخامس بانتهاء سطر. ولا داعي لمراعاة ذلك مع بقية الأسفار.
14- يجب أن يلبس الناسخ ملابس يهودية كاملة.
15- ويجب أن يغسل جسده كله.
16- لا يبدأ كتابة اسم الجلالة بقلم مغموس في الحبر حديثاً.
17- لو أن ملكاً خاطب الكاتب وهو يكتب اسم الجلالة فلا يجب أن يعيره أي التفات.

وكل مخطوطة لا تتبع فيها هذه التعليمات تُدفن في الأرض أو تُحرق أو تُرسل للمدارس لتُقرأ فيها ككتب مطالعة، ولا تُستعمل في المجامع ككتب مقدسة.
هل هذا سبب لقلَّة عدد مخطوطات العهد القديم الموجودة اليوم > مقنع< ، وهل برهان على صحة للدقة المتناهية التي كان يراعيها النساخ، فإنهم لـم يكونوا يقبلون أية مخطوطة إلا إذا كانت مطابقة تماماً للمخطوطة الأصلية (2).
ويقول فردريك كنيون إن المخطوطة الجديدة التي روعي في نسخها كل هذه الدقة تُعتبر مساوية تماماً للمخطوطة القديمة، دون التفات لقدمها. بالعكس كانت المخطوطة تُعتبر أفضل، لأن المخطوطة القديمة كانت تتآكَل وتتمزق، فتصبح غير صالحة للاستعمال.
وكان اليهود يحفظون بعض المخطوطات القديمة المتآكلة أو الممزقة في خزانة بالمجمع ولا يستعملونها، وقد اكتُشفت بعض هذه المخطوطات اليوم. وهكذا كانوا يعتبرون المخطوطة الجديدة أفضل لخلوها من أي تلف.
وعندما كانت الخزانة تمتلئ بالمخطوطات القديمة، كانوا يحرقونها ويدفنونها في الأرض وهذا هو سبب الذي يعزون إليه قلة عدد المخطوطات العبرية القديمة اليوم (13)،
الإضافة إلى الاضطهادات التي تعرّضوا لها هم وأسفارهم وممتلكاتهم.
ولـم يكن اهتمام اليهود بالمخطوطات المقدسة أمراً حديثاً بعد سقوط أورشليم لكنه كان منذ القديم، فيُقرأ أن عزرا كان كاتباً ماهراً (عزرا 6:7و10) أي أنه كان كاتبا محترفاً ماهراً في الأسفار المقدسة.-
خاص بموقع ذو الفقار
علي اسمندر
10-17-2008, 10:02 PM
أشخاص متخصّصون لنقل المخطوطات :
هناك حقبة معروفة بالحقبة المازورية (500 - 900 م)
قَبِل فيها جماعة من الكتبة (المعروفين بالمازوريين) مسؤولية تحرير ونسخ ومطابقة مخطوطات العهد القديم (أخذوا إسمهم من مازورا، بمعنى تقليد).
وكان مركز عملهم في طبرية. وقد عملوا نسخاً من العهد القديم، وضعوا فيها علامات تشكيل لتسهيل القراءة الصحيحة، وأطلقوا عليها (النسخة المازورية) وهي النسخة العبرية المعتمدة الآن.
وقد عامل أولئك الكتبة النص بتوقير كامل، وأخذوا كافة الاحتياطات ضد الخطأ، فأحصوا مثلاً عدد كل حرف من حروف الأبجدية في كل سفر. وحدّدوا الحرف الأوسط مثلاً في أسفار موسى الخمسة، والحرف الأوسط في الكتاب كله، وغير ذلك من الحسابات والإحصاءات الدقيقة! كما أنهم وضعوا هذه الأرقام في أشعار (أو ما شابه ذلك) ليذكروا الأرقام بسرعة ! (3).
ويقول السير فردريك كنيون إنهم أحصوا عدد الآيات والكلمات والحروف في كل سفر، كما حددوا الحروف الوسطى والكلمات الوسطى في كل سفر، وعرفوا الآيات التي تحتوي كلماتها على كل حروف الأبجدية أو عدداً معيناً منها. ومع أن هذه الإحصاءات تافهة في نظرنا، إلا أنها دليل قوي على احترامهم للأسفار المقدسة، واهتمامهم البالغ بعدم سقوط حرف أو نقطة من النصوص المقدسة (13). ولهذا هم يستحقون كل ثناء.
وقال العالِم اليهودي عقيبة في القرن الثاني الميلادي إن النقل المضبوط للتوراة صيانة لها. وهذا يُظهر الاهتمام الزائد بالأمانة في عمل المازوريين.
قال روبرت ويلسون في كتابه "بحث علمي في العهد القديم" ان الدقة المطلقة في نقل أسماء الملوك الأجانب إلى اللغة العبرية أمر مذهل، فهناك 144 حالة تـم فيها النقل من المصرية والأشورية والبابلية والموآبية إلى العبرية، كما نقل الأسماء العبرية في 40 حالة إلى هذه اللغات. وفي خلال 2300 - 3900 سنة لـم يحدث خطأ واحد في نقل الأسماء بكل دقة. ولـم يحدث في كل تاريخ الآداب القديمة أن تـم النقل بمثل هذه الدقة. لقد ظهر في العهد القديم أسماء نحو أربعين ملكاً في الفترة من 2000 ق.م. - 400 ق.م. وكلها جاءت في تسلسل تاريخي مضبوط تماماً، سواء بالنسبة لملوك الدولة الواحدة أو بالنسبة للملوك المعاصرين في الدول الأخرى. وهذا برهان على دقة سجلات العهد القديم بصورة تفوق الخيال! إن كل ما ظهر من مخطوطات أو حفريات بابلية يتفق تماماً مع ما جاء في العهد القديم (17).
ويقول وليم جرين: "يمكننا أن نقول واثقين إنه لا يوجد كتاب قديم آخر قد نُقِل إلينا بمثل هذه الدقة".-
3- مخطوطات قديمة للعهد القديم :
"النسخة القاهرية" (895 م) موجودة في المتحف البريطاني، وقد نسختها أسرة موسى بن أشير، وهي تحوي كتابات الأنبياء المتقدمين والمتأخرين.
"نسخة الأنبياء في لننجراد" (916 م)
تحوي نبوات إشعياء وإرميا وحزقيال والأنبياء الصغار.
أما أقدم مخطوطة كاملة للعهد القديم فهي "النسخة البابلية (1008 م) وهي موجودة في ليننغراد.
وقد نُسخت عن مخطوطة مضبوطة نسخها الحاخام هرون بن موسى بن أشير عام 1000 م
"نسخة حلب" (900 م) وهي نسخة هامة جداً، وقد تعرضت للضياع مرة، ولكنها اكتُشفت مرة أخرى وهي لـم تسلم من بعض التلف.
"نسخة المتحف البريطاني" (950 م) تحوي أجزاء من التكوين للتثنية.
"نسخة روخلن للأنبياء" (1105 م) جهزها ابن نفتالي المازوري.
مخطوطات البحر الميت :
سأل السير فردريك كنيون: "هل النص المعروف بالمازوري المأخوذ من نسخة كانت موجودة عام 100 م، يمثل النص الأصلي الذي كتبه كتَّاب العهد القديم"؟
وقد جاءت مخطوطات البحر الميت لتقول: بالتأكيد على زعمهم !
أما هذه المخطوطات فتتكوَّن من أربعين ألف قطعة، أمكن تجميع خمسمائة كتاب منها - بينها كتب عن قوانين الحياة في مجتمع قمران، وأصول التلمذة فيها، مع تفاسير لبعض الأسفار.
أما قصة اكتشاف هذه المخطوطات فترجع إلى أن راعي غنم بدوي اسمه "محمد" كان يبحث عن معزة ضائعة في (آذار) 1947، فرمى حجراً في ثقب في تل على الجانب الغربي للبحر الميت، على بعد ثـمانية أميال جنوب أريحا، واندهش وهو يسمع صوت تحطيم آنية فخارية، فدخل ليستكشف الأمر، فوجد أواني فخارية كبيرة تحتوي لفائف من الجلد ملفوفة في أنسجة كتانية. ولما كانت الأواني الفخارية مغلقة بإحكام، فقد بقيت المخطوطات في حالة ممتازة لمدة نحو 1900 سنة، فقد وضعت تلك المخطوطات داخل الأواني عام 68 م.
وقد اشترى رئيس دير السريان الأرثوذكس بأورشليم خمساً من تلك المخطوطات، كما اشترى الأستاذ سكنك من الجامعة العبرية بأورشليم ثلاثاً،
وكتب في مذكراته عنها يقول: "لعل هذا واحد من أعظم الاكتشافات في فلسطين، أكثر مما توقعنا". وفي (شباط) سنة 1948 اتصل رئيس الدير السرياني بالمدرسة الأمريكية للبحوث الشرقية في أورشليم وأخبرهم عن المخطوطات.
وكان المدير شاباً عالماً يهوى التصوير أيضاً، اسمه جون تريفر، فقام بتصوير كل اعمدة مخطوطة سفر إشعياء وهي بطول 24 قدماً وعرض عشر بوصات وحمّض الأفلام بنفسه وأرسل بعض الصور منها إلى الدكتور أولبرايت من جامعة جون هوبكنز، الذي كان يُعتبر عميد علماء الحفريات الكتابية.
فأرسل رده برجوع البريد يقول:
"تهانيَّ القلبية على اكتشاف أعظم مخطوطة في عصرنا الحديث. يا له من اكتشاف مذهل! ولا يمكن أن يوجد ظل شك في العالـم كله في صحة هذه المخطوطة" وقال أنها ترجع لسنة 100 ق.م.
قيمة المخطوطات :
وإننا نتساءل:
كيف نتأكد أن مخطوطة من عام 900 م صحيحة وطبق الأصل من المخطوطات القديمة السابقة لميلاد المسيح؟
والإجابة:عند مخطوطات البحر الميت، فإن مخطوطة إشعياء ترجع إلى ما قبل المخطوطات التي معنا بألف سنة، فالعلماء يرجعون بتاريخ نسخها إلى عام 125 ق.م.!
أما بقية المخطوطات في وادي قمران فيرجع تاريخها إلى ما بين 200 ق.م. وحتى 68 م. ولقد وُجِد بعض التطابق بين مخطوطة إشعياء القديمة (125 ق.م.)ومخطوطات الكتبة المازوريين (916 م).
ومن 166 كلمة في إشعياء أصحاح 53 يوجد تساؤل حول 17 حرفاً فقط، عشرة حروف منها في الهجاء،وأربعة عن طريقة الكتابة،والثلاثة الأخرى في كلمة "نور" المضافة في النص 11 دون تأثير يذكر في المعنى. على أن هذه الكلمة واردة في الترجمة السبعينية. وعلى هذا ففي أصحاح يحوي 166 كلمة توجد كلمة من ثلاثة أحرف موضع تساؤل ..بعد ألف سنة من النقل بخط اليد، وهذه الكلمة الا تغير معنى النص!
ويقول ف. بروس: ان هناك مخطوطة أخرى غير كاملة لسفر إشعياء وُجدت مع المخطوطة الأولى، وأطلق عليها "إشعياء ب" تمييزاً لها عن الأولى، وهي تتفق بصورة اوسع مع النص المازوري.
ويقول جليسن أركر إن مخطوطات إشعياء التي اكتُشفت في كهوف قمران:
"ثبت أنها لاتطابق النص العبري الذي بين أيدينا فيما يزيد عن 5 % منه، وأن الـ 95 % الباقية هي اختلافات نتيجة زلات النسخ أو في هجاء الكلمات".
وإن الاستغراب كيف كلحت وجوه الحاخامات لتزوير المخطوطات على مدى ألف عام، وهل لدقة الكتبة المازوريين يعيد التفكير مجدا بالمخطوطات (2).-
4- ترجمات العهد القديم :
تشتَّت اليهود في بلاد مختلفة، فاحتاجوا إلى ترجمة كتبهم المقدسة إلى اللغة السائدة في ذلك العصر، فجاءت "الترجمة السبعينية" من العبرية إلى اليونانية في أثناء حكم بطليموس فيلادلفوس بمصر (285 - 264 ق.م.).
وقد جاءت قصة الملك بطليموس إلى أخيه فيلوكراتس قال فيه:
"اشتهر بطليموس بأنه حامي الآداب، وقد تأسست مكتبة الإسكندرية (إحدى روائع العالـم الثقافية على مدى 900 سنة) في عهده.
وقد أثار ديمتريوس أمين المكتبة حماس الملك لترجمة الشريعة اليهودية.
فأرسل وفداً لأليعازر رئيس الكهنة في اورشليم، الذي اختار ستة من الشيوخ المترجمين من كل سبط من أسباط إسرائيل الاثني عشر وأرسلهم للاسكندرية، ومعهم نسخة معتمدة من التوراة مكتوبة على رقوق جميلة.
ولقد لقي العلماء المترجمون كل عناية ملكية وأقاموا في جزيرة فاروس، حيث كانت المنارة الشهيرة. وقد أكملوا ترجمة الأسفار الخمسة في 72 يوماً، باتفاق كامل، بعد المناقشة والمقارنة" (3).
والترجمة السبعينية تعد قريبة جداً من النسخة المازورية التي تعود لعام 916 م، مما يثبت بقاءها مضبوطة عبر الثلاثة عشر قرناً. كما أن الترجمة السبعينية والقراءات الكتابية الموجودة في الأسفار الأبوكريفية مثل يشوع بن سيراخ وسفر اليوبيل وغيرها تثبت جميعها أن النص العبري الموجود الآن هو نفسه الذي كان موجوداً في سنة 300 ق.م. كما يزعمون
ويقول جيلسر ونيكس عن الترجمة السبعينية:
1- إن الترجمة السبعينية أقامت جسراًبين اليهود المتكلمين بالعبرية والمتكلمين باليونانية، وملأت احتياج يهود الإسكندرية.
2- إنها أقامت جسراً بين العهد القديم في اللغة العبرية التي كان يتكلمها اليهود، وبين المسيحيين الذين كانوا يتكلمون اليونانية، فاستطاعوا أن يستخدموها مع أسفار العهد الجديد.
3- وساعدت الكارزين على نقل الكتب المقدسة إلى العديد من اللغات واللهجات المختلفة.
4ـ أسكتت النقَّاد لتطابُقها مع الأصل العبري كما زعم (2).
ويقدم بروس الأسباب التي دفعت باليهود لإهمال السبعينية :
(أ) إن المسيحيين منذ القرن الأول تبنُّوا هذه الترجمة للعهد القديم، واتخذوا منها منطلقاً لنشر إيمانهم والدفاع عنه.
(ب) في نحو سنة 100 م تبنَّى اليهود نصاً معيناً للعهد القديم العبري، اتفق عليه علماؤهم البارزون (3).
وهناك "الترجمة السامرية" (القرن الخامس ق.م.) للأسفار الموسوية الخمسة. ويقول بروس "إن الاختلافات بين الترجمة السامرية والنسخة المازورية لا قيمة لها بجانب وجود التطابق".
وهناك الترجوم، وهي الترجمة إلى الكلدانية التي احتاج اليهود إليها بعد سبيهم (نحو عام 500 ق.م.)
ثم هناك "ترجوم أونكيلاس" وأونكيلاس هو تلميذ العالِم اليهودي هليل، وهو للأسفار الموسوية الخمسة ويرجع إلى عام 60 ق.م.
كما أن هناك "ترجوم يوناثان بن عزيئيل" (نحو 30 ق.م.) ويحتوي على الأسفار التاريخية وأسفار الأنبياء.
ويقول بروس إنه في القرون الأخيرة قبل الميلاد نشأت القراءة للكتب المقدسة في المجامع مع ترجمة شفوية إلى اللغة الآرامية، لأن العبرية لـم تعد شائعة، فكان لا بد من تقديم ترجمة في اللغة الشائعة. وكان الشخص الذي يترجم يسمَّى "ميتورجمان" (أي مترجم). وكانت الفقرة المترجمة تعرف "بالترجوم".
ولـم يكن يُسمح للمترجم أن يقرأ ترجمته من درج مكتوب، لئلا يُظن أنه يقرأ من النص الأصلي. ولكي يضمنوا دقة الترجمة، لـم يكن مسموحاً أن يترجم في المرة الواحدة أكثر من آية واحدة من الأسفار الخمسة أو ثلاث آيات من أسفار الأنبياء، وبعد مضي وقت كُتبت هذه الترجمات في مخطوطات (3).
وهذه الترجمات دليل على صدق الأصل العبري وبقائه كما كان في زمن عمل الترجمة. فلا زال الأصل والترجمة موجودين عندنا اليوم.-
5ـ اقتباسات من العهد القديم :
تمت كتابة "المشنا" عام 200 م، ومعناها "التفسير" وهي تحوي كتابات تقاليد اليهود وتفسيرهم للشريعة الشفوية. وكانت بالعبرية ويعتبرونها "الناموس الثاني". والاقتباسات التي بها من التوراة تماثل النسخة المازورية، وهكذا تشهد لصحتها.
وهناك "الجيمارا" (الفلسطينية عام 200 م، والبابلية عام 500 م) - وهي تفاسير مكتوبة بالآرامية، مبنية على "المشنا" وما بها من اقتباسات من التوراة يؤكد صحة النص المازوري.
والمشنا والجيمارا البابلية يكوّنان ما يسمى بالتلمود البابلي، كما أن المشنا والجيمارا الفلسطينية يكوّنان التلمود الفلسطيني.
وهناك "المدراش" (كُتب ما بين 100 ق.م. - 300 م) وهو دراسات عقائدية في العهد القديم، وما به من اقتباسات يتفق مع النص المازوري.
وهناك "الهكسابلا" (أي السداسية) (185 - 254 م) قام بها أوريجانوس وتحتوي على ستة أعمدة أولها الترجمة السبعينية، ثم ترجمة أكويلا، ثم ترجمة تيوداتيان، ثم ترجمة سيماخوس، ثم النص العبري (في حروف عبرية) ثم النص العبري في حروف يونانية. وما جاء بها مع ما جاء في كتابات فيلو ويوسيفوس وما وُجِد من مخطوطات خربة قمران يكشف لنا أنهم جميعاً اقتبسوا من نص يماثل النص المازوري، وذلك فيما بين 40 - 100 م.

براهين داخلية على صحة الكتاب المقدس
1ـ الشك في جانب المخطوطة :
لا زال النقَّاد الأدبيون اليوم يتبعون قول الفيلسوف أرسطو إن الشك يجب أن يكون في جانب المخطوطة، وليس في جانب الناقد الذي يدّعي ضدها بغير حق!
ويقول مونتجومري:
"وعلى هذا فإن الناقد يجب أن يصغي إلى المخطوطة التي يدرسها، ولا يفترض فيها الخطأ أو التحريف إلا إذا ناقض الكاتب نفسه أو ذكر وقائع غير صحيحة" (18).
ويقول روبرت هورن:
"متى يمكن أن نقول عن صعوبة إنها حجة ضد عقيدة؟ إن هذا يتطلَّب ما هو أكثر من مجرد التناقض الظاهري، إذ يجب أن ندرك: أولاً - أننا فهمنا ما نقرأه تماماً، وفهمنا استعمال الكلمات والأرقام. وثانياً - يجب أن نلمّ بكل المعرفة عن موضوع الجدل. وثالثاً - أننا وصلنا للدرجة التي لا نحتاج معها إلى مزيد من نور على الموضوع، وأننا أكملنا كل البحوث عن النص وعلم الحفريات .. الخ".
ويمضي هورن ليقول: "إن الصعوبات التي تقابلنا ليست حجة كافية للحكم ضد المخطوطة، فإن المشكلات ليست بالضرورة أخطاء. ونحن بذلك لا نستهين بالصعاب، ولكننا نضعها في إطارها الصحيح. إن الصعوبات تدفعنا للمزيد من البحث. لا يمكن أن نقول: هنا غلطة بالتأكيد حتى نصل إلى المرحلة التي نقول فيها إننا عرفنا كل ما يلزم عن موضوع ما. ومن الواضح أن صعوبات كثيرة انتهت بعد مزيد من الدرس والمعرفة وبخاصة منذ بداية القرن الحالي" (19).
وعلى هذا فليس من الصواب أن نحكم ضد حقائق في الكتاب المقدس بأنها أخطاء، حتى ندرس موضوعها دراسة كافية تنفي كل جهل !-
2ـ المراجع أساسية وقَــيّمة :
الذين كتبوا الكتب كانوا شهود عيان:
لوقا 1:1-4 "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقَّنة عندنا، كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدّامًا للكلمة - رأيت أنا أيضاً إذ تتبَّعتُ كلّ شيءٍ من الأول بتدقيق، أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس، لتعرف صحّة الكلام الذي عُلِّمتَ به".
2 بطرس 16:1 "لأننا لـم نتبع خرافات مصنَّعة إذ عرَّفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه، بل قد كُنا معاينين عظمته".
1 يوحنا 3:1 "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا. أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح".
أعمال 22:2 "يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قِبَل اللّه بقوات وعجائب وآيات صنعها اللّه بيده في وسطكم، كما أنتم أيضًا تعلَمون".
يوحنا 35:19 "والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعْلَم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم".
لوقا 1:3 "وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر، إذ كان بيلاطس البنطي والياً على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على أيطورية وكورة تراخونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية".
أعمال 24:26-26 "وبينما هو يحتجّ بهذا قال فستـوس بصـوت عظيـم:
أنت تهذي يا بولس! الكتب الكثيرة تحوّلك إلى الهذيان.
فقال: لستُ أهذي أيها العزيز فستوس، بل أنطق بكلمات الصدق والبيان، لأنه من جهة هذه الأمور، عالـم المَلِك الذي أكلمه جهاراً، إذ أنا لست أصدّق أن يخفى عليه شيء من ذلك، لأن هذا لـم يُفعل في زاوية!".
ويقول بروس أستاذ النقد الكتابي بجامعة مانشستر:
"لقد عرف الكارزون الأوَّلون بالإنجيل قيمة شهادة العيان، فمضوا يقولون إنهم "يشهدون بما رأوه" تأكيدا لأقوالهم. ولـم يكن من السهل على أحد أن يضيف شيئاً على ما قاله المسيح أو فَعَله حقيقة، فقد كان عدد كبير من التلاميذ ومن شهود العيان موجودين عندئذ، وهم يذكرون كل ما حدث".
ولقد كان المسيحيون الأوَّلون يدققون في التمييز بين ما قاله يسوع فعلاً، وبين ما يرونه هم أو يفتكرونه.
فمثلاً عندما يناقش بولس مسألة الزواج في كورنثوس الأولى الأصحاح السابع يفرّق بين نصيحته الشخصية وبين رأي الرب فيقول:
"أقول أنا، لا الرب" ويقول: "فأوصيهم لا أنا بل الرب".
ولـم يعتمد التلاميذ على شهود العيان وحدهم، بل كان هناك آخرون يعرفون أحداث خدمة يسوع وموته،
وكان الوعّاظ الإنجيليون الأولون يذكّرون السامعين بما سبق وعرفوه: "عجائب وآيات صنعها في وسطكم" (أعمال 22:2).
ولو أن الوعاظ انحرفوا أقل انحراف عن الحقائق في أي موقف، لواجههم السامعون المعادون لهم بالتصحيح والمقاومة (15).-

3ـ المراجع قديمة و ألاصيلة :
يعتبر العلماء العهد الجديد كتاباً قديماً أصيلاً يرجع إلى القرن الأول الميلادي (18).
رسائل بولس بين أعوام 50 - 66 م.
إنجيل مرقس 50 - 60 م.
إنجيل متى 70 - 80 م.
إنجيل لوقا وأعمال الرسل أوائل الستينات م. وهناك برهان قوي على أن لوقا كتبهما.
إنجيل يوحنا 80 - 100 م.
ويقول كنيون إنه من المؤكد أن إنجيل يوحنا كُتب قبل نهاية القرن الأول الميلادي. ويقول نلسون جلويك، وهو حجّة في ميدانه، إننا نقدر أن نقول بتأكيد، على أساس علمي متين، إن كل كتب العهد الجديد كُتبت قبل عام 80 م. وإن كل سفر من العهد الجديد كتبه شخص يهودي تمّت معموديته للمسيحية فيما بين عام 40 و 80 م (20).
والأرجح فيما بين 50 - 75 م.-
خاص بموقع ذو الفقار
علي اسمندر
10-17-2008, 10:04 PM
براهين خارجية على صحة الكتاب المقدس
هل المعلومات التاريخية الأخرى تؤيّد أو تعارض ما جاء في مخطوطات الكتاب المقدس؟
وأي مراجع أخرى من خارج مخطوطات الكتاب المقدس تسند صحة الكتاب؟
بعض الكتّاب يرون في ذلك:
1ـ يوسابيوس - نقل كتابات بابياس أسقف هيرابوليس (130 م) التي استقاها بابياس من الرسول يوحنا، والتي تقول:
"كان يوحنا الشيخ يقول: "مرقس مترجم بطرس سجّل بدقة كل ما قاله بطرس عما فعله يسوع أو علَّم به، ولكن بدون ترتيب تاريخي، لأن مرقس لـم يكن سامعاً أو مصاحباً للمسيح، ولكنه رافق بطرس بعد ذلك. وقد راجع بطرس كتابات مرقس وأقرَّها، دون أن تكون تجميعاً كاملاً لتعاليم المسيح. وهكذا فإن مرقس لـم يخطئ وهو يسجل عن بطرس ما ذكره، دون أن يحذف شيئا مما سمعه، ودون أن يضيف إليه شيئاً غير صحيح".
2ـ ويقول بابياس عن إنجيل متى: "سجّل متى الأقوال باللغة الآرامية".
3ـ إيريناوس، أسقف ليون (180 م) وهو تلميذ بوليكاربوس أسقف سميرنا الذي استشهد عام 156 م والذي كان بدوره تلميذاً للبشير يوحنا، وقد كان ايريناوس سبباً في إيمان كل أهل ليون، وارسل كارزين إلى كل أجزاء أوروبا الوثنية.
وقد كتب إيريناوس في دفاعه الثالث ضـد الهرطقـات،
يقـول: "إن أساس الأناجيل قوي حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لصحتها، ويحاولون منها أن يثبتوا عقائدهم الخاطئة".
ويمضي ايريناوس ليقول:
"وكما أن للعالَم أربعة أركان وأربعة رياح، وكما انتشرت المسيحية في كل الأرض، وكما أن الإنجيل هو عمود الكنيسة الأساسي ونسمة حياتها، فإنه من الواجب أن تكون له أربعة أعمدة تبعث الخلود في كل جهة، وتُضرم الحياة الجديدة في البشر. وهكذا فإن "الكلمة" مهندس كل شيء الجالس فوق الكروبيم والضابط لكل شيء، بعد أن أظهر نفسه للناس، أعطى الأناجيل في أشكالها الأربعة، لكنها مرتبطة بالروح الواحد".
ثم يكتب: "نشر متّى إنجيله وسط اليهود بلغتهم، بينما كان بطرس وبولس يكرزان بالإنجيل في روما ليؤسسا الكنيسة هناك. وبعد موتهما (يقول التقليد إنه حدث في حكم نيرون عام 64 م) سلّم مرقس تلميذ بطرس ومترجمه، إنجيله مسجلاً به ما كان يكرز به. أما لوقا (تابع بولس) فقد سجل في كتاب ما كان معلّمه يكرز به.
ثم أن يوحنا تلميذ الرب والذي يتكئ على صدره (يوحنا 25:13، 20:21) سجلّ إنجيله بينما كان في أفسس في آسيا".
4ـ ويقول السير وليم رمزي: "لا يُعلَى على تأْريخ لوقا من جهة صحته ودقته".
5ـ ويستخدم أكليمندس الروماني (95 م) الكتب المقدسة باعتبارها صادقة يُعتمَد عليها.
6ـ أغناطيوس (70 - 110 م) أسقف أنطاكية الذي استشهد بسبب إيمانه، وكان يعرف كل الرسل، وكان تلميذاً لبوليكاربوس، تلميذ يوحنا،
قال: "أفضّل أن أموت لأجل المسيح من أن أملك العالـم كله. اتركوني للوحوش حتى
أصبح شريكاً مع الرب". وقد ألقي للوحوش في الكوليزيوم في روما. وقد كتب رسائله خلال رحلته من أنطاكية إلى روما حيث استشهد.
وقد شهد أغناطيوس للأسفار المقدسة، إذ بنى إيمانه عليها. وكان لديه من المصادر ما يتأكد به من صحة النصوص المقدسة ويقبل الموت شهيداً للحق الذي جاء بها (21).
7- بوليكاربوس (70 - 156 م) تلميذ يوحنا الذي استُشهد في السادسة والثمانين من عمره بسبب ولائه الكامل للمسيح وللكتاب المقدس.
وكان استشهاده تأكيداً منه للحق الذي آمن به، ونحو 155 م أثناء حكم أنطونيوس بيوس، جاء اضطهاد على سميرنا، واستشهد عدد من أعضاء كنيسته، وعُرف عنه أنه قائد الكنيسة، فحُكم عليه بالموت، وعندما طَلَب منه الحاكم التراجع عن إيمانه لينجو بحياته
قال: "لقد خدمته 86 سنة لـم يخطئ خلالها إليَّ، فكيف أخطئ في حق ملكي الذي خلّصني". فأحرقوه. ولا بد أن ثقته بالحق الذي عرفه من مصادره الأولى، هي التي جعلته يموت لأجله (21).
8- فلافيوس يوسيفوس المؤرخ اليهودي.
الفرق بين ما يقوله يوسيفوس وما يقوله العهد الجديد عن معمودية يوحنا المعمدان (مرقس 4:1) هو أنه لا يقول إنها كانت معمودية لمغفرة الخطايا.
كما يقول إن موت المعمدان كان لأسباب سياسية وليس بسبب توبيخ الملك على زواجه من امرأة أخيه.
ويقول بروس إنه من المحتمل أن هيرودس رأى أن يقتل عصفورين بحجر واحد بسَجْن يوحنا.
ويقول بروس إن العهد الجديد يهتم بالنواحي التاريخية، كما أن رواية العهد الجديد أقدم، وعليه فإنها أصحّ. ولكن الإطار العام لتاريخ يوسيفوس يؤيد الأناجيل (15).
ويقول يوسيفوس عن المعمدان: "ظن بعض اليهود أن اللّه هو الذي حطـم
جيش هيرودس انتقاماً ليوحنا الملقب بالمعمدان الذي قتله هيرودس رغم صلاحه، فقد كان يحضّ اليهود على الفضائل، وأن يكونوا بارين بعضهم ببعض، وأتقياء أمام اللّه،
كما كان يدعوهم للمعمودية. وكان المعمدان يعلّم أن المعمودية مقبولة عند اللّه، لا لمغفرة الخطايا بل لتطهير الجسد، إن كانت النفس قد تطهَّرت من قبل ذلك بالبرّ.
وعندما اجتمع كثيرون حوله خاف هيرودس من سلطانه على الناس، لئلا يثير شغباً، لأن الناس كانوا يطيعون مشورته في كل شيء،
فرأى من الأفضل أن يقبض عليه ويقتله قبل أن يُحدِث ثورة!
وبسبب شك هيرودس فيه أرسله بالأصفاد إلى حصن "ماكاروس" حيث قتله.
واعتقد اليهود أن اللّه أهلك الجيش انتقاماً ليوحنا، لأن اللّه أراد أن يجلب الشر على هيرودس"
9- تاتيان (170 م) مسيحي أشوري كتب الدياطسَّرون الذي بيَّن فيه اتفاق البشيرين الاربعة.-


من علم الحفريات والآثار
قال عالِم الآثار اليهودي نلسون جلويك: "لـم يحدث أي اكتشاف أثري واحد ناقض ما جاء في الكتاب المقدس. إن التاريخ الكتابي صحيح تماماً بدرجة مذهلة، كما تشهد بذلك الحفريات والآثار" (7).
ويقول وليم أولبرايت أحد عظماء علماء الحفريات: "لا شك أن علم الآثار القديمة قد أكد صحة تاريخ العهد القديم، فانهدمت الشكوك التي قامت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في الكتاب المقدس، بعد أن أثبتت الاكتشافات - الواحد بعد الآخر - دقة التفاصيل الكثيرة التي تؤكد قيمة الكتاب المقدس كمرجع تاريخي" (22).
ويقول الأستاذ رولي: "إن موافقة علماء الآثار على صحة التاريخ الكتابي لا ترجع إلى توفر النظرة المحافظة عند العلماء المعاصرين، بل إلى كثرة الأدلة التي بين أيديهم على صحة تاريخ الكتاب المقدس" 23).
ويقول ميلر باروز من جامعة ييل: "لقد محقت الاكتشافات الأثرية نظريات النقد الحديث، فقد أثبتت مراراً كثيرة، أن هذه النظريات ترتكز على افتراضات باطلة ونظرات تاريخية مصطنعة وغير صحيحة، وهذا أمر جدير بكل اعتبار".
ويقول بروس: "إن المواضع التي كان يُتَّهم فيها لوقا بعدم الدقة، ثبتت بعد ذلك دقتها بأدلة خارجية، مما يجعل من الحق أن نقول إن علم الآثار قد أكّد صحة العهد الجديد".
ويقول مرل أنجر (مؤلف كتاب علم الآثار والعهد الجديد): لقد كشفت الحفريات عن أمم قديمة جاء ذكرها في العهد القديم، وأظهرت تاريخ أشخاص مهمّين، وملأت فراغات كثيرة مما ساعد على فهم التاريخ الكتابي" (24).
إن علم الآثار القديمة قد بعث احتراماً كاملاً للكتاب المقدس كوثيقة تاريخية صحيحة، وظهر أن شكوك بعض العلماء في الكتاب المقدس راجعة إلى تحيُّزهم ضد المعجزات، وليس التقييم الدقيق للتاريخ الكتابي!. كما يزعمون
لقد رأينا كيف ساعدت المخطوطات القديمة، التي اكتشفها علماء الحفريات والآثار، على التأكد من سلامة النصوص الموجودة للكتاب المقدس،
وأنها نُقلت إلينا عبر القرون بكل دقة وأمانة. كما أن التواريخ المسجلة في (حفريات فلسطين) أكَّدت سلامة القصص الكتابية، مما جعلها موضع الاحترام المتزايد عند هؤلاء العلماء.
ويقول السير فردريك كنيون: "لقد وُجِّهت انتقادات حادة إلى جزء من تاريخ العهد القديم، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن علم الآثار القديمة أعاد إلى هذا الجزء سلطانه، كما كشف الخلفية التاريخية له.
ولـم يصل علم الآثار إلى نهاية اكتشافاته،
ولكن النتائج التي وصل إليها تؤكد ما يقوله الكتاب المقدس، إن الكتاب المقدس يستفيد من زيادة معرفة علماء الآثار القديمة!" (25).
ويقول برنارد رام: "لقد أعطانا علم الآثار القديمة برهاناً على صحة النسخة المازورية. فهناك ما يُعرف بـ "ختم إرميا"
(وهو ختم يختمون به على البيتومين الذي يغلقون به الأواني التي يحفظون بها الخمور) يرجع تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي، وعليه ما جاء في إرميا 11:48. وهذا يؤكد لنا صحة النص المازوري.
وهذا الختم يؤكد لنا صحة النصّ الذي انتقل إلينا من وقت عمل الختم إلى وقت كتابة المخطوطات. فضلاً عن أن بردية روبرت التي ترجع إلى القرن الثاني ق.م.
وبردية ناش التي يقول أولبرايت إنها ترجع إلى عام 100 ق.م. تؤكد صحة النص المازوري" (26).
ويقول الدكتور أولبرايت: "إن الاكتشافات في أطلال مدينة يوجاريت) والذي زاد على الشِّعر العبري القديم، يؤكد أن نشأة الشِّعر الكتابي قديمة، وأن نقله تـمَّ بأمانة وصدق" (27).
ويقول: "حتى وقت قريب كان اتجاه المؤرخين الكتابيين أن آباء سفر التكوين جاؤوا من خلق خيال الكتبة العبرانيين بعد انقسام مملكة سليمان، وأنهم لـم يكونوا أشخاصاً حقيقيين.
ولكن هذا كله قد تغيَّر، فإن الاكتشافات والحفريات منذ عام 1925 أثبتت صدق قصص التكوين كوقائع تاريخية، فإن آباء العبرانيين كانوا من البدو الذين سكنوا عبر الأردن وسوريا وحوض الفرات وشمال الجزيرة العربية في القرون الأخيرة من الألف الثانية ق.م.، والقرون الأولى من الألف الأولى" (28).- هل تصذق هذا التاريخ كما يزعمون
1ـ نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد القديم :
(أ) يقول سفر التكوين أن أصل بني إسرائيل من بلاد ما بين النهرين، وقد برهنت الحفريات صحة هذا. ويقول أولبرايت: "لا شك أن التقليد العبري صادق في أن الآباء جاءوا من وادي بالخ في شمال غرب بلاد ما بين النهرين". ويجيء البرهان من تتبع آثار حركة هؤلاء الناس في خروجهم من بلاد ما بين النهرين (28).
(ب) يقول سفر التكوين إنه قبل بناء برج بابل كانت الأرض تتكلم لغة واحدة (تكوين 1:11). وبعد بناء البرج بلبل اللّه لسان كل الأرض (تكوين 9:11). ويتَّفق كثيرون من علماء اللغات حالياً على صحة هذه النظرية. ويقول ألفريدو ترومبيتي إنه يستطيع ان يتابع ويبرهن الأصل المشترك لكل اللغات. ويذهب أوتوياسبرسن إلى أبعد من ذلك ويقول إن اللغة جاءت للإنسان الأول من اللّه (29).

(ج) في سلسلة نسب عيسو جاء ذكر الحوريين (تكوين 20:36) وقد جاء وقت ظن فيه الناس أن الحوريين كانوا سكان الكهوف، لقرب الشَّبه بين كلمة "حوريين" وكلمة "كهف" العبرية. ولكن الحفريات الحديثة أظهرت أنهم كانوا جماعة من المحاربين عاشوا في الشرق الأوسط في عصر الآباء الأولين.
(د) خلال الحفريات في أريحا (1930 - 1936 م) وجد العالِم "جارستانج" شيئا غريبا جعله يحرر وثيقة يوقّع عليها هو واثنان من العلماء زملائه، يقول فيها: "لا شك في حقيقة أن أسوار أريحا سقطت تماماً في مكانها إلى الخارج، حتى يتمكن المهاجمون من أن يصعدوا فوقها ويدخلوا أريحا. والغريب في ذلك أن أسوار المدن لا تسقط عادة إلى الخارج بل تسقط إلى الداخل، ولكن أسوار أريحا سقطت في مكانها إلى الخارج كما جاء في (يشوع 20:6 و22).. "فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة" (30).
(هـ) نجد أن سلسلة نسب إبراهيم صحيحة تماماً،
ولكن ثار التساؤل:
إن كانت هذه أسماء أشخاص أو أسماء مدن قديمة. والكتاب المقدس يقول إن إبراهيم شخص وإنه تاريخي.
ويقول باروز: "تؤكد كل الحقائق أن إبراهيم شخص تاريخي عاش فعلاً. ويجيء اسمه في آثار بابل كاسم شخص كان يعيش في تلك الحقبة التي ينتمي إبراهيم إليها" (31).
(و) ومع أن رجال الحفريات لـم يكتشفوا بعد الأدلة على صحة كل قصص آباء العهد القديم، إلا أنهم ينوهون على ان العادات الاجتماعية المذكورة في القصص مناسبة تماماً للحقبة والموقع اللذين يقول كتاب المقدس إنهما حدثت فيهمـا.
وقد وضعوا الكثير من البراهين على صحة هذا من حفريات نوزو وماري،
كما أُلقي الكثير من الاهتمام على اللغة والشعر العبري من حفريات يوجاريت. وقاتلوا بشكل مستميت انه وُجدت الشرائع الموسوية في شرائع الحثيين والأشوريين والسومريين والأشونيين. وبمقارنة حياة العبرانيين مع حياة أولئك الشعوب، نرى أن العبرانيين قدّموا معونة ضخمة للعالـم.
قادت هذه الاكتشافات جماعة العلماء اليهود - إلى تأكيد صحة الطبيعة التاريخية لقصص الآباء العبرانيين القدماء (مرجعا 23، 27).
(ز) قال الناقد المشهور يوليوس ولهاوزن في القرن التاسع عشر عن القول بأن (المرحضة) صُنعت من المرايا النحاسية أمر دخيل على القصة القديمة، وعليه فإنه يُعتقَد أن قصة بناء خيمة الاجتماع كُتبت بعد عصر موسى بكثير! ولـم يكن عند ولهاوزن برهان على أن المرايا المعدنية لـم تصنع إلا في عام 500 ق.م.، أي بعد عصر موسى بكثير.
ولكن الحفريات أظهرت وجود مرايا برونزية في عصر الإمبراطورية في مصر (1500 - 1200 ق.م.)، وهي الحقبة التي عاش فيها موسى (1500 - 1400 ق.م.) (29).
(ح) ويقول هنري موريس في كتابه "الكتاب المقدس والعلم الحديث":
لا زالت هناك مشكلات بلا حل، ونحن نتوقع أن تجيء حفريات جديدة تُزيلها، كما أزالت الحفريات التي تمت الكثير من اللبس. وفي كل ما تـمَّ كشفه من حفريات لـم يحدث مرة واحدة أن ما اكتُشف تعارض مع الكتاب المقدس" 32).-
2- نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد :
(أ) مكانة لوقا كمؤرخ لا يرقى إليها الشك. ويقول أنجر إن علم الآثار القديمة أثبت صحة قصة الأناجيل وعلى الأخص إنجيل لوقا. ويقول: "هناك اتفـاق عـام اليـوم على أن سفـر الأعمال من قلم لوقا وأنه يرجع للقرن الأول م، وأنه بقلم مؤرخ صادق دقيق في مراجعِهِ" (24).
يُعتبر السير وليم رمزي أحد عظماء رجال الآثار قاطبة، وقد تتلمذ على المدرسة التاريخية الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر.
فقد كان اعتقاده أن سفر الأعمال كُتب في منتصف القرن الثاني م.
وقد مضى يبحث عن أدلة على هذه الفكرة، ولكن بحوثه جعلته ينقض هذه الفكرة تماماً، فكتب يقول :
"لقد بدأتُ بحثي بدون تحيُّز أو اتجاه للفكرة التي انتهيت إليها. بل بالعكس:
لقد بدأت وأنا ضد الفكرة، لأن المدرسة الألمانية التي انتميتُ إليها كانت ضدها.
ولـم يكن في نيتي مطلقاً أن أفحص هذا الموضوع. ولكن بعد بحث دقيق وجدت أن سفر الأعمال مرجع عظيم المعالـم الجغرافية والتاريخية للمجتمع في آسيا الصغرى، ولقد وجدت أن المعلومات الواردة فيه صحيحة بصورة مذهلة.. ومع أنني - في الحقيقة - بدأت بحثي وفكرتي الراسخة أنه كُتب في القرن الثاني، ولا يمكن الاعتماد عليه فيما يختص بتاريخ القرن الأول، إل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف كُتب الكتاب المقدس - التلمود ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ممثلية حقوق الإنسان :: مدارج :: المـــــــدرج الثقافـــــي :: إصدارات جديدة-
انتقل الى: